وإذا ماتأملنا بدايات هذه المدرسة نجد أن مفهوم التربية أول مايتقدم من حيث الطموح والأهداف .
إذ تهدف التربية في مفاهيمنا المعاصرة،إلى تأمين الظروف المعيشية والاجتماعية والنفسية التي تساعد في اكتمال شخصية الطفل والمرء خلال مراحل نموه،بحيث يكتسب النضج الانفعالي والسيطرة على الرغبات، فيما النضج الاجتماعي يسمح له بالتعامل في بيئته تعاملاً سوياً يعتمد على الثقة والاعتماد على الذات.
أما النضج العقلي :فإنه يجمع بين تكامل الذكاء والمعرفة مع القدرة على المحاكمة والتصور والإبداع.وهنا نستشهد بالمثل الشعبي القائل(ما بيصير الولد حتى يفنى الجسد)،وهذا إقرار واضح بأن العملية التربوية مهمة شاقة تتطلب من الأسرة الجهود الكبيرة والتضحية والتفاني وإن كانت مضنية.
بمعنى أن المرء يتعلم من الزمن والدهر الشيء الكثير،وهذه إشارة واضحة على أن الحياة تكسب الخبرات التي تفيد في العمل، وفي التعامل مع الناس والتكيف مع الظروف.
لذلك كله يجب عدم إهمال الطفل لأن إهماله يمكن أن يفقده الحوافز التي تنبه حواسه وتعاطفه مع محيطه،وبالمقابل أيضا قد يحول هذا الإهمال دون النمو الجسدي والعقلي والقدرة على الإستيعاب واكتساب المهارات.
لذا ينصح العارفون بالشأن التربوي والنفسي بضرورة اللعب مع الأطفال وحوارهم والإجابة على تساؤلاتهم بأسلوب بسيط وصحيح تمهد للنجاح بالعمل المدرسي ,كما أن أجواء المحبة والتعاون ومظاهر الود عوامل تساعد في خلق التوازن العاطفي والانفعالي في مسيرة الحياة كلها.