تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


بين الحلال والحرام..؟!

نافذة على حدث
الثلاثاء 24-9-2013
عبد الحليم سعود

ليست المرة الأولى ولن تكون الأخيرة التي يقدم فيها الغرب على حماية إسرائيل من إرادة دولية داخل الوكالة الدولية للطاقة الذرية تتطلع لتخليص منطقة الشرق الأوسط من شرور الأسلحة النووية الإسرائيلية،

فقد سبق لهذا الغرب المنحاز أن جنب إسرائيل في مناسبات كثيرة حتى الإدانة اللفظية على جرائم حرب ارتكبتها ومجازر إبادة اقترفتها في منطقتنا منذ إنشاء كيانها العنصري المجرم قبل 65 عاماً حتى اليوم.‏

ولعلها من الصدف المثيرة للاشمئزاز والنفور أن تسعى بعض الدول الغربية للاستعانة بالفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة للضغط على سورية التي استجابت بملء إرادتها وقناعتها لمبادرة روسية تدعوها للتخلص من أسلحتها الكيماوية، في الوقت الذي تسعى فيه هذه الدول لمنع إخضاع ترسانة إسرائيل النووية للتفتيش الدولي رغم كل ما تشكله هذه الترسانة من تهديد خطير لأمن واستقرار المنطقة والعالم.‏

إن مقارنة بسيطة بين الموقفين، موقف الغرب تجاه سورية الصادقة بالتزاماتها وتعهداتها حيال كافة القضايا، وموقفه من إسرائيل المخادعة والمراوغة والمتنصلة على الدوام من الاستحقاقات والمعاهدات والمواثيق الدولية تكشف حقيقة هذا الغرب وتدحض كل أباطيله وأكاذيبه في هذا المجال، فكيف نصدق هذا الغرب إذا كان الكيماوي السوري بنظره حراماً بينما النووي الإسرائيلي، وهو الأخطر بما لا يقاس، حلال..؟!‏

لقد عودنا الغرب على معاييره المختلة ومقاييسه المنحرفة في الكثير من القضايا وليس فقط في قضية أسلحة الدمار الشامل، فمثلاً حين يخدم الإرهاب مصالح الغرب وطموحاته الاستعمارية فإنه يسعى لتبريره وأحيانا يمارسه بنفسه، وفي أحيان أخرى يجند له المال والسلاح والإعلام والسياسة والمرتزقة والأدوات كما هو الحال في سورية، وأما حين يتعارض هذا الإرهاب مع مصالحه فإنه يقيم الدنيا ولا يقعدها، فتارة يحتل دولاً وتارة يسقط أنظمة وتارة يبيد شعوباً كما جرى في العراق وأفغانستان وأماكن أخرى، الأمر الذي يؤكد بأن هذا الغرب كما مشايخ الفتنة والتكفير في السعودية وقطر يفتي كما يشاء، فالإرهاب تارة حلال وتارة أخرى حرام في فتاويه..؟!!‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية