وخرجت خالية الوفاض بعد أن فقدت كل أوراقها وأصدقائها بمن فيهم الحلفاء.
هذه المعطيات لم تغب عن تقرير وكالة الصحافة الفرنسية التي اعتبرت ان الدور السياسي لمشيخة قطر انحسر بشكل كبير في الاشهر الثلاثة التي تلت انتقال الحكم فيها وفقدت في فترة قصيرة نسبيا اوراقا كثيرة, من مصر الى سورية و ليبيا وتونس كما ان علاقاتها مع جيرانها الخليجيين تبدو ايضا مأزومة.
ورأت الوكالة ان نفوذ قطر على ائتلاف المعارضة تراجع مع تقلص حصة الموالين لها داخل الائتلاف لصالح اصدقاء السعودية ليكون الائتلاف بذلك محل تنازع ليس سورياً سورياً بل قطريا سعوديا.
ونقلت الوكالة عن مصدر في «المعارضة» قوله ان الدور السياسي لقطر ضعف كثيرا وباتت السعودية صاحبة التأثير الاكبر مؤكدا انه مع ذلك ما زالت قطر تقدم السلاح للمجموعات المسلحة خصوصا في شمال سورية وبالتنسيق مع تركيا.
وفي محاولة لتبرير التراجع القطري زعم مصدر قطري للوكالة ان كل دولة تدعم ما اسماه الثورة بطريقتها.. وقطر فتحت الطريق وعبدته امام المجتمع الدولي لكى يساند ويدعم هذه الثورة على حد زعمه.
بدوره رأى المحلل السياسي انطوان بصبوص مدير مرصد الدول العربية في باريس ان الانهيار في مصر اثبت مدى الرهان القطري على الاخوان والدرجة الكبيرة من التهور في هذا الرهان حيث بدأ مع سقوط حكم الاخوان عد عكسي للنفوذ القطري كما بدت سطحية هذا النفوذ.
وأكد بصبوص ان الوضع في مصر اثر كثيرا بشكل سلبى على الاخوان في تونس وعلى الميليشيات الاخوانية في ليبيا مضيفا ان كل ما بنى في سنتين ونصف بدا كأنه مزعزع ومبني على اساسات غير صلبة وبالتالي فان الدولة التي تعد صاحبة اكبر دخل للفرد في العالم هي الان في مرحلة اعادة نظر في الحسابات وستكون مقبلة على لعب دور لا يتجاوز حجمها.
وأشار بصبوص الى ان امير قطر الجديد لا يريد الحلم المستحيل الذى بدأته ادارة الحمدين في محاولة لتزعم العالم العربي عبر الاخوان المسلمين وعبر قناة الجزيرة لان ذلك اكبر من طاقة قطر.
وقال بصبوص في موضوع العلاقات مع دول الخليج ان الجيران الخليجيين ليس عندهم الثقة بان قطر قبلت بدورها الجديد وتنازلت عن الدعم غير المحدود للإخوان والمؤشر على القبول سيكون عبر الجزيرة وعبر دبلوماسية قطر وعبر الاموال التي تنفق على حلفائها وكذلك عبر استمرار احتضان مفتي الاخوان يوسف القرضاوي .
من جهته اكد مصدر سياسي خليجي ان العلاقات بين قطر وباقي دول الخليج ليست جيدة حاليا مع السعودية والبحرين وبالأخص مع الامارات لافتا الى ان الخلاف كبير حول مصر وكبير جدا حول الدعم للإسلام السياسي وأشار الى ان هناك امتعاضا ايضا مما يعتقد انه دعم قطري لمعارضات خليجية داخلية وهذا خط احمر بالنسبة لهذه الدول.