ومقاومة المشروع الصهيوني وبالتعاون مع اتحاد الكتاب العرب الى الملتقى الفكري السياسي تحت عنوان «دعماً لصمود الشعب السوري».. للتعبير عن الدعم المطلق لسورية والوقوف في وجه ما تتعرض له من مؤامرة شرسة للنيل من صمودها، ولزرع الفتنة بين مواطنيها، ولتمزيق النسيج الاجتماعي والوطني الذي طالما افتخرت به، ولتقويض الوحدة الوطنية من خلال بذر بذور الطائفية والمذهبية البغيظة وإحياء النزعات الاثنية المنحرفة..
وتضمن برنامج الملتقى محورين الاول حول مواجهة التحدي الاقليمي والدولي، والثاني تمحور حول عوامل صمود الشعب السوري.
وأوضح الدكتور حسين جمعة رئيس اتحاد الكتاب العرب في افتتاح الملتقى أن الرئيس الأميركي باراك أوباما كشف عن صورته الحقيقية ممارسا الإرهاب متناسيا برنامجه الانتخابي وحصوله على جائزة نوبل للسلام بعد أن شرع يهيئ المناخ الأميركي والدولي للقيام بعدوان على سورية بتحريض من الكيان الصهيوني وبتنسيق كامل معه.
وبين جمعة أن الشرفاء في العالم أكدوا بطلان التضليل الإعلامي للدوائر الأميركية الصهيونية ومن يدور في فلكها ورفضوها لانها لا تستند إلى منطق عقلي لافتاً إلى المبادرة الروسية وصمود سورية ووقوف الدول الاخرى مثل الصين إلى جانبها مما حال دون ذلك العدوان.
بدوره قال الكاتب غسان ونوس.. لقد لعب محور الصمود والمقاومة دورا أساسيا في افشال المؤامرات على سورية مبينا أن العدوان على سورية افرز واقعا اقليميا جديدا ومسرحا عالميا مختلفا عما كانت عليه الحال منذ نحو ربع قرن حيث أصبح هناك اقطاب وآراء ومواقف مؤثرة لروسيا والصين ودول البريكس.
باسم عبدو عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي السوري ورئيس تحرير جريدة النور أوضح أنه رغم معاناة الشعب السوري وتضحياته الجسيمة وتقديمه الاف الشهداء فقد أثبت للعالم انه يشكل السند والداعم الرئيسي لجيشنا الباسل الذي يطارد المجموعات الإرهابية التكفيرية المسلحة في كل مكان من ارض الوطن.
وبين عبدو أن أهم عوامل الصمود هي الحفاظ على مؤسسات الدولة إضافة إلى وحدة النسيج الاجتماعي والعيش المشترك بين مكونات الشعب السوري والاجماع الوطني على استقلال سورية وسيادتها والشرخ الشاقولي بين المعارضة في الداخل والخارج ودور المؤسسات الإعلامية في كشف الاكاذيب وفضحها.
من جهته قال خالد عبد المجيد الامين العام لجبهة النضال الشعبي الفلسطيني.. إن احتمال حصول عدوان على سورية اصبح بعيدا بسبب عدد من المقومات التي ابطلت هذا الخيار ورغم وجود محاولة جديدة من تركيا لاستفزاز سورية وجيشها وخلق ذرائع لاشتباكات على الحدود بين سورية وتركيا واستدراج سورية للرد وقلب الحقائق وطلب تركيا من حلف الناتو القيام بدوره في حمايتها وحشد رأي عام في المؤسسات التابعة للغرب لإدانة سورية.
خالد العبود عضو مجلس الشعب قال علينا ان نلامس بعض العناوين الهامة في خارطة التحدي خاصة الساخنة منها والتي تمتلك أدوات قاتلة لم ينتبه لها كثيرون وأهم هذه الأدوات تكشف بعضها عندما وصل محمد مرسي إلى سدة الحكم في مصر وخاطب رئيس الكيان الصهيوني مشيرا إلى أن هذا الخطاب ليس خطابا بروتوكوليا كما يظن بعضهم انه يعتمد مشروعا بين اخوان مصر واخوان غزة يرمي إلى قتل الدولة الوطنية مبينا دور رئيس حكومة حزب العدالة والتنمية في تركيا رجب طيب أردوغان في الأزمة في سورية الذي تجاوز فيه قيم الدولة التركية وانحاز وانخرط بما لا يخصه بغية اسقاط الدولة الوطنية السورية.
بدوره أكد نزار بريك هنيدي رئيس فرع اتحاد العرب لريف دمشق أن اتحاد الكتاب العرب عبر بعمق عن اراء الشعب السوري والمثقفين في سورية والوطن العربي امام كافة الهيئات الاممية ولاسيما بعد التحدي الذي نواجهه من اصحاب الفكر الظلامي والتكفيري ومن وراءهم قائلاً.. لا بد من التصدي الثقافي لهذا المشروع وهذا الفكر الذي ليس له أي علاقة بدين او هوية وخلق رؤى مشتركة مشروطة بسيادة الوطن.
أما رئيس اتحاد الصحفيين السوريين الياس مراد فقال.. إن أي نشاط سياسي أو ادبي او فكري او أي عمل نقوم به هو مساهمة في تعزيز الحياة السورية وتعزيز الصمود السوري وهذا الملتقى يشكل وقفة هامة في رص الصفوف والعمل من اجل سورية وخلاصها.
وأضاف.. لا يخفى على احد التحدي الذي تمثل في تسلل إرهابيين من لبنان وتركيا والكيان الصهيوني وهذا يفرض علينا ان نعزز جبهتنا الداخلية ونستمر في الحوار وتعزيز العلاقات مع الدول الحليفة والصديقة في العالم ولاسيما روسيا ودول البريكس والاكثر اهمية هو دور الشعب السوري والعربي الذي يقول نحن مع سورية وضد أي عدوان عليها.
وكان وفد من المثقفين والكتاب العراقيين حضر فعاليات الملتقى وألقى بياناً وقع عليه ما يقارب مئة أديب عراقي وتضمن إدانة الجهات التي ساعدت وتساعد في تفجير الاوضاع في سورية سواء اكانت دولا ام اجهزة استخبارات ام جماعات واحزابا كما جاء في البيان ان حملة الكراهية والتجييش والفتنة التي تشنها بعض وسائل الاعلام المشبوهة لن تنجح امام وعي المواطن السوري وان الحوار بين الاطراف جميعا هو الحل الامثل لتجاوز الأزمة وللخروج من مرحلة انسداد الآفاق ووضع الحلول الواقعية اللازمة في سورية.
وأدان البيان كل أشكال التدخل الخارجي في سورية مبينا أن السوريين قادرون على حل مشاكلهم ويمتلكون من القدرة والوعي ما يساعدهم في الخروج من الأزمة حيث اثبتت الاحداث في سورية أن مصلحة الشعب السوري لا تهم الآخرين امام مصلحة الكيان الصهيوني والغرب الامبريالي.
كما طرح العراقيون مبادرة تقضي بتأسيس جبهة للادباء والكتاب العرب لكشف مخططات المشروع الصهيوني وذيوله في الخليج العربي والمنطقة الذي يستهدف سورية الشقيقة وشعبها الصامد بحيث يتصل أطراف المبادرة والملتزمون بها للتنسيق مع شخصيات ومنظمات وهيئات ادبية وثقافية وفكرية وفعاليات شعبية في كل دول الوطن العربي وكذلك في اوروبا والعالم لكشف ابعاد المخطط الصهيوني الأميركي في المنطقة والغاية من العدوان على سورية وشعبها الصامد.
وتؤكد المبادرة على أن الوطن العربي واحد لا فرق فيه بين دولة واخرى وأن القضية الفلسطينية ستبقى القضية المركزية التي تدافع عنها وعن حق الشعب الفلسطيني في تحرير بلده والعودة إلى أرضه.
بيان اتحاد الكتاب العرب
ركز المشاركون في مداخلاتهم على بعض الأمور منها إدانة الجهات التي ساعدت في تفجير الأوضاع في سورية، وأن الحوار بين الاطراف جميعاً هو الحل الأمثل لتجاوز الأزمة، وترسيخ مفهوم المواطنة والتمسك بالحقوق الوطنية والقومية الثابتة..
وأن تبقى القضية الفلسطينية القضية المركزية التي تدافع عنها وعن حق الشعب الفلسطيني في تحرير بلده والعودة إلى أرضه..
كما أدان المشاركون كل أشكال التدخل الخارجي في شؤون سورية الداخلية، وأكدوا بدورهم أن الاحداث الدامية التي شهدتها سورية خلال الأزمة الراهنة أثبتت أن مصلحة الشعب السوري لا تهم الآخرين بل ما يهمهم مصلحة اسرائيل والغرب الإمبريالي، لذا جعلوا من السوريين وقوداً لنيران الفتنة التي أرهقت الأرواح ودمرت الاقتصاد ومزقت الوحدة الوطنية.