وفي تقرير من حلب نشرته سانا اشارت الى ان / عبد الفتاح قلعه جي / الكاتب والباحث في شوءون المسرح اشار الىأن الشاعر أبا ريشة أسس العديد من الفرق المسرحية كنادي التمثيل والهواة والصنائع النفيسة والفارابي والفرقة السورية حيث كانت تقدم أعمالا وطنية في مواجهة الانتداب الفرنسي وقد امتازت مسرحياته بأنها انعكاس للتاريخ والحياة والواقع وذلك بغرض إنماء الوعي القومي وإثارة الحماس لمقاومة الاحتلال.
وأضاف أن قصائد أبوريشة كانت عبارة عن وحدة متكاملة يختزل خطابها الشعري الخطاب المسرحي ويتداخل مع الدراما حيث كان يتعامل مع القصيدة على المنبر كما يتعامل الممثل مع المشهد على خشبة المسرح مشيرا إلى أن أبوريشة برع في استخدام الصورة الفنية لقصائده ومسرحياته والتي جمعت بين روعة التفكير وقدرة التصوير.
وأشار / قلعه جي / إلى الروءية التاريخية في شعر ومسرحيات أبو ريشة الذي كان يرى في التاريخ مصدرا غنيا من مصادر الوعي الشعري ووجودا فكريا يصنعه الماضي كمسرحية ذي قار وسميرة أميس التي تحدثت عن أساطير بلاد الرافدين وتميزت بإعادة إنتاج جديد للأسطورة وقصيدة خالد بن الوليد والحسين.
وتحدث / زياد مغامس / ناقد وباحث عن الظواهر الأسلوبية في شعر أبى ريشة وخاصة النداء والتعريف به ونظرة القدماء والمحدثين له بالإضافة إلى دوره في ابتكار دلالات لغوية غير مألوفة وقيم فنية جميلة مضيفا أن أبا ريشة كان له أسلوبه الخاص في استعمال أدوات النداء لتأكيد المعنى والقدرة البلاغية.
وأوضح أن أحرف النداء في قصائده كانت متناسقة ومتناسبة وفق المعاني الدالة حيث حذف أداة النداء / يا / في أكثر من /40 / بيت شعري للدلالة إلى معاني أخرى كالعتاب والمناجاة والتحبب مشيرا إلى أنه كان يستعمل أداة النداء أكثر من مرة في البيت الواحد وكان يكررها أحيانا ثلاث مرات في الشطر الواحد وذلك للوصول إلى الدفق العاطفي والشعوري الكامن في ذاته.
وقال الأديب / عدنان كزارة / أن أبا ريشة كان يتمتع بموهبة الإلقاء الشعري الآسر وأن معظم المسرحيات التي اشتغل عليها لم يكملها مضيفا أن الصورة الفنية كانت أحد أهم الأهداف في شاعرية عمر المتوهجة حيث انصرف إليها انصرافا كليا كما كان فنانا يتقن صياغة اللغة وتركيب الصورة وقد جمع في شعره بين كلاسيكية القصيدة ورومانسيتها ورمزيتها.