أهم عناصر وفقرات الخطة الجديدة كانت قد نوقشت في الأيام والأسابيع الماضية من قبل الدوائر الأميركية المختصة وهنا يجب لفت الانتباه إلى أن زيادة عدد القوات الأميركية في العراق لحدود الخمسين ألف جندي كان قد تم رفضه ليس من جنرالات بارزين وحسب وإنما أيضاً من أغلبية الكونغرس الديمقراطيين, يرى الديمقراطيون أن الحرب في العراق لم يعد بالإمكان كسبها عسكرياً و في هذه الأثناء قام بوش باستبدال القيادة العسكرية هناك بقيادات أخرى خاضعة لرؤيته الحربية.
إن نواة استراتيجية بوش الجديدة هي القيام بعنف مبالغ فيه ليس فقط ضد المقاومة إنما أيضاً ضد العراقيين المعارضين للاحتلال الأميركي للعراق بغض النظر عن انتمائه الطائفي- إن كانت الجماعات تقوم بمقاومة سياسية نشطة أم عسكرية نشطة. في الخطوة الأولى سيتم ( تنظيف بغداد من المقاومين) وبدلاً من الانسحاب من تلك المناطق حسب ماكان معمولاً به حتى الآن- سيقوم الجنود الأميركيون بمساعدة العملاء المحليين بالاستيلاء على المناطق( المنظفة) للقيام بالنهاية بإعادة بناء تلك المناطق سياسياً واقتصادياً وذلك حسب الرؤية الأميركية لتلك الأحياء التي يتم إرضاؤها عندما يتم جعل بغداد آمنة سيتم تمديد المشروع أو الوصفة على محافظة الأنبار المنتفضة ومناطق المقاومة الأخرى.
وبنفس الوقت تتضمن خطة بوش الاستراتيجية الوهمية الجديدة إجراءات اقتصادية وسياسية لبناء جسور ثقة بين المترددين والانتهازيين للتعاون مع الاحتلال الأميركي والحكومة المحلية فالبرنامج الأميركي للعمل سيدعم بمبلغ مليار دولار أميركي للتخفيف من البطالة العالية في بغداد والكراهية المتنامية على الاحتلال الأميركي.
حسب الاستراتيجية الأميركية الجديدة فإن جزءاً منها وفقاً للإعلام الأميركي سيتم وضعه للحكومة لتنفيذ نقاط وأهداف سياسية للالتزام به من قبلها. هؤلاء يرون من جهة أن يتم إدخال قوى( معتدلة) في سياسة الاحتلال الأميركي ومن جهة أخرى إبعاد ومحاربة جميع أعداء الاحتلال, جريدة نيويورك تايمز تنقل عن مسؤولين أميركيين أن من بين التعليمات والأهداف السياسية الأميركية للحكومة ضم المزيد من القوى المقاومة في العملية السياسية وخاصة إلزامها للحكومة العراقية.
ينبغي في الأشهر الثلاثة القادمة وعلى ثلاث دفعات إرسال نحو 20000 من الجنود ستقوم بمهمة القتال العنيف في بغداد وحولها ضد مناهضي الاحتلال هذا يعني أن حكومة المالكي قد خضعت تحت الضغط الأميركي والقائد الأعلى للقوات الأميركية في العراق المعين من قبل بوش- الجنرال رايموند أوديرنو يقول في مؤتمره الصحفي في نهاية الاسبوع بأنه ستمضي سنتان أو ثلاث سنوات قبل أن تتمكن الولايات المتحدة الأميركية في حربها على العراق من أن تكون لها اليد الطولى فيه.