مع ذلك في باريس ولندن وواشنطن ينظرون الى سياسة ميركل على أنها ايجابية.
تتركز حقيقة سياستها الى حد ما بين الأمرين, قد يبدو التحالف غير المألوف بين المحافظين من حزب الاتحاد المسيحي الديمقراطي الاجتماعي والحزب الاجتماعي الديمقراطي ناجحاً الى حد ما.
لكنه يجني العديد من الاخفاقات ولا سيما أن الهوة تزداد بين حقيقة الرضا والقهر معاً,أما وعي الرأي العام لهذه الهوة فسلبي جداً.
رونالد بوفالا الأمين العام لحزب الاتحاد المسيحي الديمقراطي تكلم عبثاً حول استطلاعات الرأي التي تسير بمنحى (الذهاب نحو اللوتو) قبل عام حين أقسمت أنجيلا ميركل اليمين أمام بندستاغ,كان 53% من الألمان (مكتفين) من حكومة تحمي الحزبين الكبيرين, واليوم لم يعد عدد هؤلاء أكثر من 16%.
لقد تألم حزبا التحالف كفاية إثر انتخابات عام 2005 سجل المحافظون نسبة أصوات 35,2% من الاقتراعات ويعد هذا الرقم مأساوياً بالمقارنة مع الغالبية المطلقة التي كانت تبدو قابلة للتراجع واليوم هم راضون ب 30% من الأصوات مثل الحزب الاجتماعي الديمقراطي SPD الذي حصد في ذلك اليوم 34,2% من الأصوات والانتخابات الاقليمية قائمة منذ تأكيد التوجه: فالحزبان التاريخيان الكبيران يكادا ينقرضان فلقد تجنب العمال من جهة والكاثوليك المتدينون من جهة أخرى صناديق الاقتراع. أي لم يكن التلاحم سهلاً أبداً .
الحزب الذي تترأسه أنجيلا ميركل والذي ينادي باستراتيجية الخيل الأصيل يركض في الأخير ويدرك هذا الحزب جيداً أن استطلاعات الرأي لن تتيح له وضع نهاية للتحالف قبل أوانه. يقول بيتر ستراك زعيم الحزب الاجتماعي الديمقراطي في بندستاغ: هذه الحكومة إما ستنجح معاً أو ستخفق معاً. كما كانت قد أشارت المستشارة في 30 تشرين الأول 2005 بحديثها حول السياسة العامة الى أنه (لن يستطيع أحد أن يمنعنا من النجاح سوى نحن أنفسنا) رضيت إذاً المضي مع الشريك المفروض على الحلو والمر. مهما كان انتماء الآخرين فهم لا يعيرونها اهتماماً.... يلوم البعض أنجيلا ليس لأنها شديدة العزم إنما لأنها لا تتدخل في بعض الأمور.
مرة واحدة فقط أثيرت أعصابها وذلك في تموز حين اعتذر منها بيتر ستراك لتصريحه بأن شرودر بالرغم من كل شيء هو أفضل مستشار عرفه قالت له:(هذا الأمر أثار جنوني) إذا كان لا, فهي معتدة بشعارها:(التفكير والاستشارة والتقرير).
يلاحظ في انتقاداتها دليل ضعف مقارنة بشرودر الذي لم يكن يتردد في ضرب يده على الطاولة,فلطالما أعجب مؤيدوه ببرودة أعصابه.
ترى آنيت شافان وزيرة البحوث من حزب الاتحاد المسيحي الديمقراطي CDU أن المستشارة أثبتت حكمتها بتجنب :(المباحثات الغبية حول المواضيع التي لا تستطيع فرضها) مقارنة بالحزب الاجتماعي الديمقراطي. هناك نجاحات لا يمكن إنكارها:عودة عجلة النمو في البلاد التي كانت تشكل قاطرة (إيرولاند Euroland) قبل أن تصبح في المؤخرة. ومع بداية هذه الدورة الاقتصادية الجديدة بدأت الدولة بأعمال تطهير الموازنة كما عرفت تراجعاً في البطالة,ورفع سن التقاعد الى 67 عاماً تدريجياً لمواجهة شيخوخة الشعب.
أيضاً بدأت بمشروع اصلاح بنية الفيدرالية الألمانية حيث إن تعقيداتها تعوق تطور القرارات في الحياة السياسية.
أما الانفتاح الذي كان قد أدخله شرودر وحلفاؤه الخضر فقد أعطى خيارات للجتمع: عطلة أسرية لتشجيع النساء على الانجاب وكذلك التأكيد على التحالف بعقد (قمة للإسلام) بغية اندماج 3,2 ملايين مسلم في المجتمع.
أمام تلك النجاحات هناك اخفاقات أيضاً أخفق النظام الصحي الذي قدم باعتباره حجر زاوية التحالف ,أيضاً لم يتحسن الاقتصاد.
وسط الصف السياسي كانت التصريحات كثيرة: بين الاتحاد المسيحي الديمقراطي - الاجتماعي والحزب الاجتماعي الديمقراطي بالتأكيد,وأيضاً وسط الحزب المحافظ حيث لاقت أنجيلا ميركل صعوبة في احتواء دسائس الوزراء من حزبها الذين يشكلون مكتب الحكومة الموازية.فالعديد منهم قد نلقاهم مكانها في المستشارية وقد يشقون دربهم في الزحمة.
عام 2007 على الأبواب,الأمور على الصعيد الداخلي ليست صعبة جداً بالنسبة للمستشارة وعلى الصعيد الخارجي ستسيطر على الوضع في الواقع ستكون سنة رئاستها مزدوجة للاتحاد الأوروبي ولمجموعة الدول الصناعية الثماني.
كيف ستدوس على السجاد الأحمر وتسجل انتصاراتها على الساحة الدولية حيث كانت قد بدأت على قبعات الريش في بروكسل,باريس,واشنطن ,موسكو وكسبت في النهاية بسببها الرأي العام.