تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


كفوا عن إلقاء اللوم على الآخرين!

ترجمة
الاحد 14/1/2007
ترجمة كندة ديب

على الرغم من كل الدعايات والاحتفالات الرسمية التي أشادت بنقل السلطة الأميركية وتسليمها

إلى السلطات العراقية في شهر نيسان من عام 2004إلا أن أميركا لاتزال حتى وقتنا هذا تتمتع بنفوذ مطلق,تمسك بكل خيوط السلطة, إذ وبعد أكثر من مرور عامين على ادعاء أميركا باستقلال العراق إلا أن الشعب العراقي لايملك حتى الآن الحق المطلق في السيطرة على البلاد دون تدخل خارجي, وبمعنى آخر لايستطيع رئيس الوزراء العراقي إعطاء أي أوامر للقوات العراقية المسلحة للقيام بعمليات كبرى دون الحصول على موافقة أميركية مسبقة, ورغم ذلك نجد أن المسؤولين الأميركيين لايتورعون عن إلقاء اللوم على رئيس الوزراء العراقي بشكل علني وصريح لإخفاقه بوضع حد للعنف الدائر في العراق رغم أنهم يدركون تماماً بأنهم قد قيدوا أيدي السلطة العراقية بعد أن خلقوا حالة من الفوضى العارمة, ومن جهة أخرى نجد أن الرئيس الأميركي جورج بوش لايزال يلقي اللوم على الارهابيين ويدعي بأنهم قد حولوا البلاد إلى جحيم حقيقي, فقد وصف الهجوم الذي استهدف أحد مساجد سامراء في شهر شباط الماضي بأنه نقطة تحول حاسم وأساسي لمظهر جديد من مظاهر العنف وقد يكون الرئيس الأميركي محقا عندما ادعى بأن بعض الميليشيات التي تقوم إحدى الجماعات السرية بتحويلها وتجهيزها قامت بهذا الهجوم الذي أشعل وألهب دائرة الفتنة والانتقام وجعل دائرة القتل أكبر مما كانت عليه, إلا أن الشيء الذي لم يعترف به الرئيس الأميركي هو مسؤولية إدارته الأميركية عن تحويل منطقة كالأنبار إلى مركز للقاعدة عن طريق إمطار المنطقة بالغارات الجوية وذبح الآلاف من العراقيين الأبرياء واحتجاز واعتقال مئات المدنيين في سجن أبو غريب وغيرها من السجون المشابهة بالإضافة إلى ارتكابها الكثير من الأعمال الوحشية التي لاتعد ولاتحصى.‏

إن كل تلك الأعمال والأفعال الوحشية حولت تربة الكثير من الأماكن التي تشبه الأنبار إلى تربة صالحة لفرز المزيد من المتطوعين للقيام بأعمال العنف, ولم يعد من المستغرب أبداً إذعان وتسليم كبار العسكريين في القوات المسلحة الأميركية بفقدان سيطرتهم على الأنبار وبفقدان أي فرص للسيطرة عليها خصوصاً من الناحية السياسية.‏

لكن هناك من يؤمن بوجود بارقة أمل وفرصة لتغيير المسار وذلك عندما أعلن الرئيس بوش بأنه سيعمل على الاسراع في عملية نقل المسؤوليات الأمنية من يد القوات الأميركية ووضعها بيد الحكومة العراقية ويأمل البعض بأن يفعل ذلك بأسرع ما يمكن لإيمانهم العميق بأنه كلما أسرع الأميركيون في إعطاء العراقيين الفرصة لإدارة شؤونهم والسماح لهم بذلك كلما زادت فرصة خروج الجيش الأميركي بشكل مشرف اتساعاً.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية