في إطار ما يسمى خطة البقاء لفترة أطول وتوسيع صلاحيات وعديد القوات الأميركية في الشرق الأوسط.
وعلى هذا الأساس سوف يصل إلى العراق حوالى20 ألف جندي إضافي, وسوف يدعم الأسطول الحربي في الخليج العربي بحاملات طائرات جديدة, ومعدات عسكرية إضافية وكل ذلك يأتي خلال الفترة الزمنية الفاصلة والتي انتقلت فيها السلطة إلى الديمقراطيين, وجرى الحديث عن إمكانية استفادة الإدارة الأميركية من تقرير لجنة بيكر - هاملتون- الداعي إلى الحوار مع دول الجوار للعراق وتغليب سياسة التفاوض والتعاون بدلاً من القوة والترهيب والعمل من أجل تحقيق الاستقرار والهدوء, بدلاً من الفوضى والعنف والاقتتال, الذي لم ولن يجلب إلا مزيداً من الفشل والتورط في مستنقعات ووحول المنطقة.
ومع هذه التداعيات الخطيرة, التي تجسدت في خطة بوش الاستراتيجية أو المحاولة الجديدة لتحقق النجاح حسب زعمه, أو ما اصطلح على تسميته( المحاولة الكبرى الأخيرة في العراق).
والتي تحمل عنواناً صريحاً, هو: على طريقة بوش وليس على طريقة بيكر- هاملتون.
مع ذلك تبدو حقيقة السير بالاتجاه المعاكس لدى المحافظين الجدد أمراً واقعاً. ويثبت بوش وصقوره أن لا نفع للحوار والعقل, وأن تعاليم الرب وأساطير التوراة هي المرجع النهائي لمغامرة بوش, القائمة على تركيع الشعوب وسلب الثروات وإدارة معركة نهاية العالم المقدسة على أرض منطقتنا!
ولا تكتفي جوقة المحافظين الجدد بمكان محدد, فهي تريد الضرب والترهيب في أي مكان من العالم, وشنت الطائرات الأميركية غارات على جنوبةهوتوجهت حاملة الطائرات إيزنهاور إلى القرن الإفريقي بعد أن مهدت القوات الأثيوبية الطريق وجاءت بالحكومة الانتقالية إلى السلطة, لتعطي الضوء الأخضر على لسان الرئيس الصومالي بالموافقة على تدخل الأميركيين في الصومال بحجة ملاحقة أعضاء القاعدة. وهكذا تظهر للعيان مشاهد التورط الأميركي الجديد في المستنقع الصومالي ليضاف إلى أجندة التخبط الأميركي, بؤرة توتر وغرق جديدة وهي مرشحة للمزيد, وسياسة المغامرات الكبرى مستمرة مع الفريق الأميركي المتغطرس, والعالم ينتظر المزيد.
من السخونة والنيران فيما تبقى من أيام بوش وصقوره المدعومين بايحاءات إلهية وأساطير تلمودية لن تجلب إلا الموت والدمار ولأصحابها بالدرجة الأولى.