واليوم همهم الوحيد هو تطوير وطنهم الأم سورية, جميعهم وبصوت واحد قالوا: لا صوت يعلو فوق صوت الوطن, الوطن يستصرخنا لنمد أيدينا وجميعنا لدينا حماس كبير, لكن المشكلة أن يداً واحدة لا تصفق, نحن لسنا بحاجة لمؤتمرات فقط, نريد تفصيلاً لتلك المؤتمرات, نريد يقظة حقيقية لجمع الجهود, والانطلاق نحو المستقبل.. خير من نبدأ متأخرين من أن لا نبدأ أبداً.
دمشق جنة
الدكتور غسان العجة عضو مجلس إدارة المنظمة العالمية لتحلية المياه, من مواليد دمشق مغترب في بريطانيا, يقول: إن قضية المياه في سورية من أهم القضايا التي علينا بحثها, إنها قضية مهملة, فنحن نهاجم ربة المنزل التي تستخدم المياه بطريقة غير سليمة ونهاجم رجلاً يغسل السيارات على أنه هدر للمياه, وننسى المخطئ الأكبر وننسى أن نعالج المشكلة من أساسها, وأن حوض دمشق (الأعوج) هو حوض إمكاناته لا يمكن أن تتحمل الضغط الكبير الذي نضعه عليه, القضية لابد أن تكون قضية المجتمع المدني الذي يعقد العديد من المؤتمرات عن المرأة والطفل والعنف وينسى أننا بدون ماء, لا أحد من هؤلاء سوف يعيش.. أين البحوث عن المياه?!
منذ سبع سنوات جاءتني دعوة لأقيّم الوضع في دمشق, أتيت على فترات ولمدة سنتين وعملت عدة مؤتمرات وجمعت الكثير من الناس من كافة أنحاء العالم, عملنا معاً مع أشخاص من داخل سورية, ووصلنا إلى تصور جيد لحل المشكلة بصورة مؤقتة عن طريق إعادة استخدام المياه وذلك بتخزين المياه المراد استخدامها في الحوض الجوفي بطرق معينة, أما الخطوة التالية فكانت إحضار شركة عالمية استشارية تدقق بما وصلنا إليه وتعمل دراسة أكبر بالعمق, لذلك قررنا أنه من خلال علاقاتنا مع الدول المانحة نستطيع أن نفعل ذلك, كنا بحاجة فقط لإضبارة, لكن هذه الإضبارة بحاجة لمناقصة والمناقصة بحاجة لأوراق وموافقات لها أول وليس لها آخر, نفد صبرنا ورحلنا, واليوم وبعد هذه السنوات أعود لأقول لا يمكننا أن نتحدث عن الزراعة ولا الصناعة ولا الاقتصاد ولا الحياة دون ماء.
أنا متأكد أنه إن حمل اللواء واحد فقط, فسيأتي آلاف المتبرعين لحل المشكلة, أين أصدقاء دمشق? لا أحد يعي آفاق هذه المشكلة فالجميع ما زال يعيش على أطلال الغوطة.
المياه الوسخة هي كنز, هي عذبة بنفس الوقت, كانت سنغافورة منذ ثماني سنوات تواجه نفس المشكلة واليوم أعادوا استخدام المياه وحلت المشكلة, لكن هناك سلطة واحدة مسؤولة عن قطرة الماء, لا ألف سلطة وسلطة.
أعمل في ألمانيا وقلبي وروحي في سورية
الدكتور حسان بستاني - مغترب سوري في ألمانيا أختصاصي بالكيمياء النظرية واستخدامها بالكمبيوتر, أهم الأبحاث التي قدمها, دراسة الجزيئات الذرية التي تبدأ من ذرتين وتنتهي بآلاف الذرات استطاع خلال سنوات اكتشاف وجود سطوح من هذه المواد وتم تثبيتها علمياً وعملياً, والآن لها استخدامات كثيرة منها لمعالجة السرطان, والنانو تكنولوجي وغيرها.
يقول: أتيت إلى سورية منذ سنوات قليلة وذلك بعد أن نجحت اكتشافاتي, أول ما بهرني عدد السيارات وأنواعها, التطور الهائل بالبناء والمشاريع الهائلة والانفتاح الكبير الذي لم أكن أتصوره.
لكن ما يحز في نفسي أن استخدام المعلوماتية في سورية يقتصر على الاتصالات, في عام 1995 عملت مشاركة علمية مع علماء سوريين من هيئة الطاقة الذرية واستطعنا بسنة واحدة نشر أربع ورقات علمية وهذا إنجاز كبير, لكن في ذلك الوقت لم يكن هناك اهتمام بالمغترب السوري لذلك انهزمنا.
اليوم نحن مصرون على تقديم كل الدعم لسورية وخاصة أني أعمل في ألمانيا وبالتحديد بمدينة فيها أحدث وأسرع كمبيوتر في العالم وأتمنى وبأسرع وقت تأسيس مركز كمبيوتر سنتر في دمشق ليكون نواة مركز لكل سورية خاصة أن الرئيس بشار الأسد قد فتح لنا الباب على مصراعيه, كما أتمنى أن تتخلصوا من الإجراءات التي لا نهاية لها والبيروقراطية والروتين, وتعدد المرجعيات.
لا نعرف كيف نقيم أنفسنا?!
الدكتور باسم سليمان باحث في مجال الاتصالات, مغترب في فرنسا يقول: المغترب السوري لو دار العالم يجب أن يعود ليعيش في سورية, منذ 15 عاماً كانت أميركا تنظر إلى الهند والصين بسخرية, واليوم أصبحت تخشاهم, هذا بسبب الانفتاح الكبير على العالم, إن الخطوة الأولى للبناء أن ننقد أنفسنا وذلك بوضع استراتيجية وطنية للتقييم مرسومة من أعلى المستويات لتحديد مكامن الخطأ, كما في كل بلدان العالم المتحضرة, علينا ألا نخشى التقييم المستمر, هناك فكرة سائدة أننا بحاجة لوقت طويل, هذا غير صحيح, إسبانيا منذ 20 عاماً كانت بلداً متخلفاً واليوم الاقتصاد الإسباني هو الأقوى.
علينا أن نعمل سوية وبشكل متناغم, اليوم أقول لكم قيّمونا وتعلموا فينا لنكون مثالاً لمؤسسات أخرى, هناك اعتراف من جميع الأساتذة في سورية وفي البلدان العربية أننا في مؤخرة دول العالم في البحث العلمي, هذا نقد بناء, 22 بلداً عربياً وكل يغني على ليلاه, مع أننا في سورية وحدها لدينا قدرات بشرية هائلة وخبرات على كافة المستويات, لكن أين الربط بين المؤسسات? لا يجب أن نسير بسرعة السلحفاة إن لم نسرع سبقنا الآخرون.
تشجيع الاستثمار في سورية
الدكتور أسامة الأنصاري أحد مؤسسي شبكة نوستيا في المغترب, يقول: من خلال هذه الشبكة نحن نحفز الآخرين على القدوم للوطن والمشاركة ودفع عملية النمو والتقدم واستخدام هذه الكفاءات المبعثرة لخدمة الوطن, لدينا أمل أن يمتد عملنا من خلال مكتبنا في دمشق ليشمل جميع الخدمات التعليمية والمعلوماتية, إن أكثر ما أخّر تقدمنا هو اعتمادنا على الحكومة لعمل كل شيء لنا, إن تفعيل المجتمع المدني مهم جداً خاصة بعد افتتاح أسواق المال التي ستستقطب الكثير من الموارد البشرية ونتمنى أن يتم توجيهها للاستثمار في البحث العلمي.