لكن سرعان ما تحطمت بعد حين أمام الارتفاع المستمر للأسعار بشكل جنوني يوماً بعد يوم بل ساعة بعد ساعة وتدني مستوى الجودة بشكل لا يوصف على الرغم من أن أسواقنا أصبحت في تخمة كاملة. وتعد شركات تصنيع المنظفات إحدى هذه الشركات التي لم تنأ أبداً عن اقتناص الفرص المواتية بطريقة أو بأخرى مستغلة أن هذه المنظفات هي من ضروريات الاستعمالات اليومية والتي لا غنى عنها لأي عائلة على الإطلاق.
ولن نستطيع أن نحصي ما عدد الأساليب الملتوية المتبعة من قبل هذه الشركات لجذب المواطنين وإدخالهم في براثن شباكها لأننا إن بدأنا إحصاءها لن ننتهي أبداً أو بالأحرى قد ننتهي عندما تتكرم علينا رقابتنا الفاضلة وتستفيق من سباتها.
فالبدعة الأولى في هذا المضمار والذي تحتضنه بفخر أغلب شركاتنا الصانعة للمنظفات إنتاج منتج جديد بمواصفات عالمية وامتياز عالمي بمقياس الايزو وبنسبة تركيز فعالة جداً ,وطبعاً ترافق ذلك حملة إعلانية واسعة الأطياف يصرف عليها مبالغ طائلة تكفي بمقياس آخر أن تعيل على الأقل ثلاثين عائلة عند الضرورة كأن توزع عينات مجانية من هذا المنتج تختلف بنسبة 100% عما يباع بعد ذلك في الأسواق لنكتشف ولكن بعد فوات الأوان أن هذا المنتج كان مطروحاً سابقاً بالأسواق لكن الاسم تبدل فقط ورافق ذلك ارتفاع السعر أضعاف ما كان سابقاً. أما الاختلاف الأنكى من ذلك فهو ما تعمد إليه بعض الشركات من استخدام أسلوب المراوغة العلنية داخل العبوة كهدية مجانية /عرض/ والحقيقة لا يتعدى ذلك الإطار الخارجي للعبوة والكمية الهدية أقل مما هو معلن عليها ومن ثم اعتماد ما يسمى بأسلوب التشويق بأن يكتب وبخط عريض على إطار العبوة الخارجي داخل كل عبوة هدية تحجز مساحة لا بأس بها من كمية المسحوق أو ما يمكن وصفه بأسلوب السلب على عقول المواطنين كأن تزيد نظرياً فقط الكمية الموجودة والمتوفر داخل العبوة وبالتأكيد سعرها لا يتجاوز ثمن ربع الكمية التي قامت بحجزها.
وبالتأكيد ما ذكرناه لا يتعدى جزءاً بسيطاً من سلسلة الاغراءات والأساليب الملتوية التي تنجزها هذه الشركات وهذا لم يعد يخفى على المواطنين لأن تجاربهم الكثيرة والحمد لله اثبتت لهم صحة ما تم الحديث عنه.
ولكن السؤال الذي يطرح نفسه ونوجهه بدورنا لأصحاب هذه الشركات إلى متى سيبقى المواطن سلعة رخيصة للتجريب وكرة تتقاذفونها تحت عناوين التنافس الشريف..
ألم يكن أجدى لكم أن تتجهوا إلى تحسين نوعية وجودة بضاعتكم لتتلاءم على الأقل مع الأسعار المحلقة عالياً والأرباح الخيالية التي تجنونها تحسباً من خروج هذا المستهلك من براثن شباككم والتوجة إلى متاهات البضائع الأجنبية التي سيتحقق له على الأقل الجودة التي فقدتمونها.