وإعادة تقييم شامل للبرامج حيث تم إيقاف عدد منها وإحداث تعديلات جذرية على أخرى, هذا بالطبع إضافة إلى ورشة الإعمار الدؤوبة التي تقوم بترميم المبنى وتحسين شكله.
والغريب أن الإدارة أحاطت كل ذلك بكثير من التكتم والسرية الشيء الذي أعطاها بعدا انقلابياً, حتى أن بعض المعدين والمقدمين عرفوا بإيقاف برامجهم من خلال الصحف (بالطبع لا يخلو هذا من جانب ايجابي وهي أن صحفنا صار بإمكانها أن تحقق سبقا صحفيا من نوع ما), كما أن كثيراً من الذين تركوا مناصبهم أخبروا بذلك في صباح يوم عملهم الأخير. ومع ذلك فالتغيير بحد ذاته أمر جيد كما أنه من المبكر الحكم على نتائجه في انتظار أن ينتهي الجماعة من ترتيب بيتهم الداخلي, ولكن ثمة إشارات أولية غير مطمئنة أهمها ما بدا تعسفا في إلغاء بعض البرامج والإبقاء على أخرى, إذ تم ذلك بدون معايير واضحة وكأن الأمر جاء, ببساطة, نتيجة قرعة (حكره بكره) وحسب. وكذلك ما يتعلق بتغيير المفاصل الإدارية حيث لا يحمل الجدد أي علامات فارقة عن المنصرفين, مما يطرح سؤالا مشروعاً عن الاتجاه الذي تسلكه هذه التغييرات والجدوى النهائية منها.