مع انتهاء رحلة الدكتور عرسان في قيادة اتحاد الكتاب العرب بعد سنوات عجاف اغنت تجربته الادبية واغنى ادارة العلاقات الثقافية في عالم الادب عربيا وعالميا مخلفا رصفا هائلا من مؤلفاته في الشعر والمسرح والرواية والمقالة الهادفة على رفوف المكتبة العربية. فكانت تجربته هذه ذوبانا في النص وتفاعلا مع الافكار نحو الجديد المعبر والمغني.
- صدر هذا الكتاب عن اتحاد الكتاب العرب.يقع في ثلاثمائة وسبع صفحات من القطع الكبير.
اعده وقدمه وبوبة الاستاذ الدكتور محمد صابر عبيد وشارك في كتابة مواضيعه التي توزعت على اربعة محاور هي (المسرح,الشعر,الرواية,المقالة) ادباء واساتذه جامعيون عراقيون متخصصون في تلك الاجناس والانواع الادبية, التي كتب فيها الدكتور علي عقلة عرسان ومثلت آثاره الادبية الشاخصة اليوم في السوق الادبية العربية,وقد افتتح الدكتور نجمان ياسين مشروع هذا الكتاب بقصيدة غاص من خلالها في اعماق الدكتور علي عقلة عرسان مستخدما افكار القصيدة في تقديم الاديب الكبير علي عقلة عرسان ظاهرة ادبية طوعت النص الادبي في خدمة قضايا الفرد والمجتمع والامة ما بين الحزن والابتسامة قائلا(امسكت هذا النور في قلبك الوضيىء,قرأت سر الينابيع وضوء الاغنية وحزن القطار,وشذا الخزامى)
-اما الشاعر الكبير عبد الرزاق عبد الواحد فقد احتضن ذكرياته المشتركة مع الاديب الكبير علي عقلة عرسان في اعماق وجدانه الذي يفيض حبا غدقا للدكتور عرسان,واصفا إياه بأنه يتكلم شعرا .ويكره الضجر ولايأبه بمتاعب العمل بين الوظيفة وعوالم البوح.مبديا اعجابه ببلاغته وضبطه العالي للغة وقدرته الفائقة على تنظيم افكاره واحكام تسلسلها وترابطها.
> محور المسرح
ضم الكتاب في هذا المحور خمسة مواضيع احتلت مساحة كبيرة منه من الصفحة (17 الى الصفحة 154) وكانت على الشكل الآتي:
-عزف حنون عله يوقظ النيام للشاعرة العراقية المتألقة ساجدة الموسوي,استعرضت فيه افكار الاديب الدكتور عرسان في عوالم المسرح من خلال مسرحيته (تحولات عازف الناي) قائلة : ان الدكتور عرسان كان اكثر جرأة وواقعية من غيره من الكتاب وهو يطرح بهدوء بالغ ولكنه قوي جامح ,الجدل الفلسفي القائم في عقل الانسان منذ الازل .مشيرة الى براعة قلم الدكتور عرسان في تحريك شخوص المسرحية نحو ما يريد ان يصل اليه في تسلسل الافكار.
-التشاخص الدرامي في مسرح علي عقلة عرسان: للكاتب والناقد العراقي صباح الانباري : الذي اعتبر الاختلاف والتفاوت بين الشخوص والشخصية اداة لنقل افكار المؤلف الاستراتيجية في النص, والمخرج في العرض الى القارىء للنص , والمشاهد المتلقي للعرض متناولا عبر عملية نقدية موفقة مسرحيات (السجين,الاقنعة) من زاوية التشاخص في المكان والزمان والشخصيات.وحركة هذه العوامل في السرد.
>محور الشعر
من الصفحة 187 الى الصفحة .219في هذا المحور تناول كتابه رحلة الدكتور علي عرسان مع الشعر عبر ثلاثة دواوين تعرض السوق الادبية منها ديوان شاطىء الغربة.فقد قالت الدكتورة بشرى البستاني في موضوعها(شعر علي عقلة عرسان ومسؤولية التواصل الانساني والحضاري) ان شعرالدكتور عرسان يقاوم الظلم والفساد وحجر الحريات واستلاب الانسان ,ويقف الى جانب الحب والنبل والتضحية ويستلهم التأريخ المضيىء. مستعرضة نصوصا شعرية,يظهر فيها التناص بتنويعاته ليزيدها عمقا وثراء .
ويستعرض الكاتب عادل الشرقي مجابهات وتحديات الدكتور عرسان للواقع في دواوينه(شاطىء الغربة ,تراتيل الغربة,اورسالم القدس) عبر مقالته النقدية في هذا الكتاب تحت عنوان ( علي عقلة عرسان من شاطىء الغربة الى او سالم القدس) ومن خلال دراسته لنصوص شعرية ,مؤكدا ان عرسان ظل ملازما كينونته رغم انه موزع بين همومه الذاتية وانشغالاته الفكرية والايديولوجية في زمن الانكسارات والتمزق العربي,والجرح الفلسطيني وشيوع الخراب في جسد الامة.
>محور الرواية
لم يكن الاديب الكبير علي عقلة عرسان كاتبا مسرحيا وشاعرا وقاصا فحسب بل خاض غمار الرواية بنجاح كبير,وفي هذا المجال حفل هذا الاصدار بمشاركة واسعة تناولت روايات عرسان سيما رواية (صخرة الجولان)فتحت عنوان (فاعلية العتبات في قراءة النص الروائي-صخرة الجولان إنموذجا ) ركز الكاتب على اهتمام الروائي علي عقلة عرسان من موضوعة المكان في هذه الرواية حيث اضفى عليه صفة التقديس والتعظيم وهو (الجولان).كذلك تناولت الدكتوره سوسن هادي جعفر البياتي من موضوعها (ورقتان في رواية (صخرة الجولان) العملية السردية من خلال التعبير المفتوح في بناء رواية علي عقلة عرسان معتبرة ان عنوان هذه الرواية كان عنصرا اساسيا في بنية السرد ولم يكن بعيدا عن المضمون الذي اراده الكاتب في التعبير عن المأساة التي عاشها العرب,مؤكدة على استخدام الدكتور عرسان لعنصر الاسترجاع في هذه الرواية.ولم تخرج الدكتورة الناقدة عشتار داود عن دائرة رواية (صخرة الجولان) فقد تضمنت مقالتها(التداخلات السردية في رواية صخرة الجولان) مؤكدة ان التوظيف التقني عند الدكتور علي عقلة عرسان يقف عنده في الواجهة بوصفه المحرك الاول من الاحالة الدلالية.بالاستناد الى كثرة الاسترجاعات وندرة الاستباقات .مما يمكن التوقف السردي من منح المتلقي فرصة اكبر للتأمل في دواخل الشخصيات .
>محور المقالة
برع الدكتور علي عقلة عرسان في فن كتابة المقالة التي اتسمت بتمازج الفكرة المعبرة عن قضية معينة مع صياغات النص الادبي السياسي وفي هذا الاتجاه كتب امجد محمد سعيد قائلا:
يعد الدكتور علي عقلة عرسان شخصية ثقافية عربية تمتد ما بين مساحات الفعل الثقافي المنصهر في بوتقة التأسيس لانطلاقة عربية جديدة والاصرار على توليد الترابطات الجذورية في تأريخ الامة حيث يؤكد في مقالاته على الهوية القومية العربية,واستلهام روح الاسلام من تنوير العقل العربي المعاصر ووحدة الثقافة العربية والمثقفين العرب بمختلف انتماءاتهم واقطارهم كونهم قوة ذاتية تنبع من ضمير الامة.
-وفي مقالة تحت عنوان (د.علي عقلة عرسان ذلك القلم المتخم بهموم العرب) يؤكد الكاتب ان الدكتور علي عقلة عرسان يمتلك ديناميكية فاحصة في محاكاة الهم السياسي داخل النص الادبي وتحميله مهمة ايصال الهم العام للمجتمع الى ذهن المتلقي مستخدما الصور البلاغية كالتشبيه والاستعارات في التعبير عن الفرح داخل فضاءات الحزن .
-(وتحت عنوان علي عقلة عرسان مقاليا) تقول الدكتورة فاتن عبد الجبار جواد...ان المقالة التي يكتبها الدكتور عرسان تتمتع بخصوصية ,وتفرد واستثناء.كونه شخصية اشكالية على الاصعدة الفنية والفكرية والابداعية.فهو ينشغل في جدل خلاق ليغذي المقالة البالغة الاهمية والتنوع .
ويختتم الكتاب بمقالة للاستاذ كمال عبد الرحمن تحت عنوان /(ثقافتنا والتحدي) تطهير الذات ومواجهة الاخر/ يقول فيها: ان الدكتور علي عقلة عرسان يمتلك رؤية ابداعية متعددة المواهب فهو يبحث في قصة ثقافتنا وتحديات العصر. في كتابه (ثقافتنا والتحدي) في ضوء غيوم العولمة التي ساقتها امريكا الى سماوات العالم.