تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


هل ينفع الندم ?!

مجتمع-بريد المجتمع
الاربعاء 9/11/2005م
جاء إلي منكسراً نادماً على ما جنته يداه يريد حلاً لما حل به بعد أن أعيته الحيل وتقطعت به السبل..ولم يخف أنه حاول مرة أن يضع حداً لحياته بيده كي يتخلص مما هو فيه من عذاب واضطراب وعدم طمأنينة..

طلبت منه أن يشرح لي مشكلته بشيء من التفصيل فقال:‏

أنا أنتمي إلى أسرة فقيرة توفي والدي منذ نعومة أظفاري تاركاً وارءه أمي وخمس بنات وأخ وحيد غير سوي عقلياً, جميعهم أصغر مني سناًً, فأحسست بثقل وعظم المسؤولية الملقاة على عاتقي كوني سأكون المعيل الوحيد لأمي وأخواتي وأخي المختل بعد وفاة أبي رغم أن عمري لم يتجاوز آنذاك الأحد عشر عاماً.. ورحت أعمل وأكد ليل نهار لأؤمن لهم لقمة العيش بعد أن اضطررت إلى ترك الدراسة منذ المرحلة الابتدائية.. وهكذا تتوالى الأيام والأعوام إلى أن دعيت إلى خدمة العلم ولم أتردد لحظة واحدة عن تلبية الواجب الوطني فالتحقت على الفور بوحدتي والتزمت بالنظام والدوام على أحسن ما يرام, إلى أن جاء من يقول لي بأنني المعيل الوحيد لأسرتي وأنا قانوناً أعفى من خدمة العلم ولا سيما أن شقيقي الوحيد لا يعي على شيء وهو مختل عقلياً.. على ضوء ذلك تقدمت والدتي بعد أن تكبدت مشاق وويلات السفر والترحال عدة أشهر من إدلب إلى دمشق وبالعكس, تقدمت بالوثائق والمستندات المطلوبة إلى من يهمه الأمر التي تثبت صحة ادعائنا بأنني معيل, بما فيها الأوراق الثبوتية والفحوصات الطبية التي تؤكد بأن شقيقي الوحيد مصاب ببلاهة غير قابلة للشفاء.. إلا أن كل جهودنا باءت بالفشل.. وتحت وطأة شظف العيش وضغوطات الحياة التي تعانيها والدتي وأخواتي ونظراً لحاجتهم الماسة إلي, رحت أتخلف عن وحدتي لأكون إلى جانبهم أحمل عنهم بعض أعباء الحياة وأرد عنهم العوز.. إلا أنني وجدت نفسي بورطة بعد أن علمت أنني ملاحق بتهمة الفرار من الخدمة, فابتعدت مرغماً عن أسرتي وسكني وبلدتي لأنني ملاحق حالياً وبالوقت نفسه لا أجرؤ على العودة إلى قطعتي لأنني أعلم أن عقوبة قاسية تنتظرني.. وأنا الآن متشتت تائه يائس لا أستطيع أن آوي إلى بيتي حيث أمي وأخوتي وبذات الوقت يعتريني إحساس بالخوف من تسليم نفسي علماً أنني أتمنى ذلك..‏

سألته ما تطلب.. قال على الفور طلباً واحداً فقط وهو إعفائي من عقوبة الفرار المترتبة علي وسألتحق فوراً بقطعتي لأذود عن أمتي ووطني بعد أن أدركت أنني أخطأت خطأ كبيراً وأنا نادم على ذلك أشد الندم..سألته منذ متى وأنت متوار.. قال: منذ سبعة أشهر.‏

هذه باختصار قصة محمد أحمد الزنك نضعها تحت تصرف الجهة المختصة لإقرار ما تراه مناسباً وبانتظار الرد, وهو مستعد لموافاة الجريدة بأي أوراق ثبوتية تطلب منه.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية