وعمل جاهدا حتى كوّن لنفسه دخلا مقبولا, مكنه من اختيار فتاة من عائلة طيبة تزوجها وكانت أىام العروسين كلها سعادة توجها خبر حمل نورا وفور علم حسن بالنبأ طار من الفرحة, لكنه أبلغها بشرط وحيد يتمنى أن تساعده في تنفيذه فقد أقسم على ألا يضرب أبناءه يوما حتى لا يتعرضوا للقسوة التي تعرض لها وطمأنته نورا أن الطفل القادم ابنها وليس هناك أم تقسو على أبنائها أو تتعمد ضربهم.
جاء الطفل للحياة واستقبله حسن بحفاوة وأسرف بالاحتفال بقدومه وكأنه كان يريد أن يعوض نفسه في صورة ابنه عن الحرمان الذي ذاقه على يد أبيه وزوجته, وغمره بكل أنواع اللعب مع أنه لايدرك كيف يتعامل معها.
وبدأ الطفل يتعدى عامه الأول ولاحظ حسن أن زوجته تضربه لأسباب لم يقتنع بها وأكد لها أن الضرب لا يفرز سوى إنسان فاشل محطم نفسيا, وهو أقرب مثال على ذلك وتكرر هذا الموقف مرات عديدة لدرجة أنه كان يغضب منها ويصرخ في وجهها منبها تارة ومتوعدا تارة اخرى.
ولأن الأطفال يميزون من يحنو عليهم فقد أدرك الطفل أن والده هو الأقرب اليه فكان يركض اليه مع كل مشكلة تستدعي ضربه من والدته, وبالتأكيد كان يمنعها من الاعتداء عليه ما كان يجعلها تثور وتؤكد له أن تربيته خاطئة وأن تدليله الزائد سوف ينتج عنه رجل غير مسؤول عن أفعاله.
ظل الخلاف والجدال قائما بين الزوجين حتى حدثت المأساة فعندما أتم الطفل عامه الثالث وبينما حسن عائد إلى منزله محملا بكل أنواع الحلوى والهدايا التي يحبها ابنه سمع صوته يصرخ ويناديه فأخذ يقفز على السلالم بسرعة حتى وصل إلى البيت ليخلص الطفل من عقاب أمه ودار الخلاف بين الزوجين كل منهما يتهم الآخر بأنه يفسد الطفل, ولكن الموقف هذه المرة ازداد حدة وأصبح الخلاف شخصيا واتهم حسن زوجته انها تتعمد مخالفة أوامره, وأنها مصرة على إلغاء دوره في حياتها وحياة طفلها وبسرعة احتضن الطفل وأخذ يداعبه ليخفف عنه ما عاناه من الضرب, أثار المشهد الزوجة وشعرت بأن اسرتها جبهتان وأنها تحارب وحدها وفي محاولة لإثبات وجودها بينهما أمسكت بالإشارب ولفته حول عنقها وهددت زوجها بخنق نفسها إن لم يضرب الطفل عقابا على إلقائه بعض الأشياء من الشرفة, لكن حسن سخر منها وطلب منها أن تستمر في ما تفعله فلن يضرب ابنه قط ولم يكتف بذلك بل نهض وأمسك الإشارب وشده حول عنقها ليؤكد لها عدم مبالاته بموتها وبسرعة وجدها تختنق فحاول أن ينقذها لكنه لم يفلح فأسرع بإبلاغ والدها وأخوتها بأنها مصابة باختناق وعلى الفور تم نقلها إلى المشفى لكنها لفظت أنفاسها الأخيرة فور وصولها .
أكد الطبيب أن الوفاة طبيعية لكن حسن لم يحتمل وفاة زوجته فانهار وأخذ يردد أنه السبب في وفاتها ولم يكتف بذلك بل توجه إلى قسم الشرطة واعترف بقتل زوجته, تم تحرير محضر بالواقعة وأحيل الزوج إلى النيابة التي أمرت بحبسه على ذمة التحقيق كما طلبت تشريح الجثة لتحديد سبب الوفاة.