فإن الخطة الأميركية الجديدة تهدف إلى نصب صواريخ نووية موجهة ضد روسيا و التي شهدت تقدماً مذهلاً هذا العام ، و صارت أوكرانيا الدولة المتاخمة للحدود الروسية ، رسمياً الآن ضد روسيا و تعاني أوكرانيا من الحرب الأهلية و الصراع القائم بين النظام الأوكراني المدعوم من السي آي إيه و المرتزقة في كييف في 22 شباط عام 2014 مقابل الأوكرانيين في المناطق الشرقية حيث حصل الرئيس الأوكراني الذي أطاحت به إدارة أوباما على 90 بالمئة من مجموع الأصوات في تلك المناطق وهكذا تم رفض النظام المدعوم من إدارة أوباما والغرب مؤخراً بأغلبية ساحقة ما أدى إلى استعار الحرب الأهلية هناك الآن ، حيث يحاول نظام كييف الاستبدادي القضاء على السكان في تلك المناطق .
لكن داخل الاتحاد الأوروبي و خاصة بين الدول الأعضاء في الاتحاد السوفييتي سابقاً فإنه لا يمكن أن نسمي ما يزال يحدث حتى الآن فقط بالحرب الباردة و إنما هذه عملية تسخين درجة الحرارة ربما لدرجة عالية جداً من السخونة و للصراع النووي بين روسيا و حلف الشمال الأطلسي و المنظمة التي تضم كل من الولايات المتحدة و دول أخرى تابعة للحلف ضد روسيا ، و الولايات المتحدة تستثمر ذلك بشكل كبير .
وفقاً لأخبار الاقتصاد الألماني (إكونوميك نيوز) في 25 الشهر الحالي فإن هنغاريا لن تشارك في الحرب الباردة ضد روسيا و أفاد الباحثون أن رئيس وزراء المجر فيكتور أوربان ، ينأى بنفسه عن الاتحاد الأوروبي و يتهم الحكومة الأميركية بمحاولة التحريض على الحرب الباردة الجديدة ضد روسيا ، « المجر «هنغاريا» لن تشارك « حسبما أوردت أيكونوميك نيوز في مقال بتاريخ 19 تشرين الأول أن «هنغاريا على ما يبدو مستهدفة بعد روسيا من قبل الأميركيين والولايات المتحدة حظرت دخول كبار المسؤولين الحكوميين و رجال الأعمال المجريين من دخول أميركا « و شجبت هنغاريا ذلك.
في الواقع ، حكومة الولايات المتحدة الأميركية فاسدة جداً أيضاً ، و هي تستخدم الاتهامات بالفساد ضد مسؤولي الدول الأخرى كذريعة لإجبارهم على الانصياع للطبقة الأرستقراطية الأميركية لتصبح دولاً تابعة لها ،
في عام 2013 أجرى مركز غالوب استطلاعاً للرأي فيما إذا كان الفساد منتشراً على نطاق واسع في الحكومة الأميركية ، و كشف الاستطلاع أن 73% قالوا «نعم» غير أن إدارة أوباما الفاسدة تتظاهر بأنها في موقع الحَكَم الدولي لمكافحة الفساد في الدول الفاسدة الأخرى ، في 23 كانون الأول عنونت رويترز «بأن رئيس الوزراء المجر أوربان قال :بأن «الولايات المتحدة تستخدم مزاعم الفساد ضد بعض المسؤولين المجريين من أجل تعزيز نفوذها في وسط أوروبا في خضم الصراع الحاصل بين روسيا و أوكرانيا « و جاءت تعليقات أوربان وسط توترٍ أوسع في العلاقات بين المجر و حلف الناتو و الولايات المتحدة حيث ترى أميركا بأن دور أوربان استبدادي في إشارة إلى علاقة بودابست الحميمة مع روسيا.
المثير للسخرية هو تطفل وكالة الأمن القومي الأميركي و تدخلها في حياة الأميركيين وعسكرة قوات الشرطة و الغزو الأميركي للعراق و ليبيا و سوريا و الدول الأخرى هل هذا كله لا يشكل تهديداً للولايات المتحدة الأميركية و لا يعتبر استبداداً (من قبل وكالة رويترز البريطانية) ؟ لكن فجأة يتهمون المجر بالاستبداد على الرغم من أن الولايات المتحدة الأميركية لم تقل هذا عندما كانت هنغاريا تلبي مطالب الطبقة الأرستقراطية الأميركية ، الآن المجر «استبدادية» و هي جداً فاسدة ما يمنعها من إقامة علاقات تجارية معها ، عندما يكون هناك أكثر من ثلثي الأميركيين ضد بيع الأسلحة الأميركية للحكومة الأوكرانية و لا يوافق 98% من مجلس النواب الأميركي على بيع هذه الأسلحة لأوكرانيا و إنما للتبرع بها و عندما يوافق 100% من مجلس الشيوخ الأميركي على تقديم هذه الأسلحة للحكومة الأوكرانية و يوقع الرئيس الأميركي عليه ليصبح قانوناً ، أي وهمٍ هذا هل هذه هي أميركا « الديمقراطية « حقاً»؟
لم ينجح أوباما في خداع الرأي العام الأميركي حول غزو روسيا كما نجح جورج بوش في خداع الرأي العام الأميركي خلال غزو العراق كل هذا يجري من أجل تطويق روسيا بالصواريخ النووية الأميركية و هذا ليس نتاجاً للديمقراطية الأميركية و إنما لوهم «الديمقراطية» و قد تكشف زيف ذلك و يبدو الأمر الآن أكثر خطورة بينما تلوح الحرب النووية القاتلة في الأفق.