هي قرية جريحة تشبه قرانا في جغرافيتنا السورية.. لامس الحزن بيوتها وعشش في حناياها.. هجرتها الألوان واعتراها السواد..
اللون الأسود قرع أبوابها وداهم قلوب أبنائها البيضاء قبل أن يطال لون ملابس معظم بل أغلب سكانها.. حزن على شهدائها.. شباب ضحوا بأرواحهم في سبيل وطنهم وأهلهم.. دموع حزنهم تختلط بفرح يخجل من ابتسامة.. فرح لعودة شهيد حي..
مخطوفاً كان أم جريحاً.. هو شخص اقترب الموت منه وكاد ينال شرف الشهادة ولكنه بقي شهيداً حياً يحمل وسام إصابته بكل فخر..
كثيرون ممن عادوا إلينا من براثن موت محتم.. ربما من حصار مسلح وإرهاب دموي أصابه بإعاقة قتل أحد أطرافه.. أصاب بصره أو سمعه ولكنه عاد رغماً عن أنوفهم وعن سوداوية حياتهم.. بقوة إرادته وعزيمته وإيمانه بما يقوم به.. لأنه استرخص دمه وجعل وطنه وعلمه وقضيته هي تاجه الذي يلمع فوق رأسه عاد إلى أهله.. منهم من تعافى وعاد إلى زملائه يكمل مسيرة شرف بدأها بكل فخر.
لن أخص أحداً بكلماتي هي موجهة لكل شهيد جريح.. لن تكون مواسية لهم.. هم عزاؤنا وعزيمتنا.. لكل أم احتضنت ولدها بعد غياب.. هو روحها التي عادت إليها... لا يهم من فقد طرفاً من أطرافه سنكون له ذاك الطرف والعون والسند نجل إصابته ونقتدي به هو مثال التضحية الحقيقية..
لمن فقد بصره هو بصرنا وبصيرتنا.. هو منارتنا التي ستضيء طريقنا ولن نسمح لإصابته مهما عظمت أن تكون عبئاً، ستكون هي الطريق المعبّد والثمن الغالي الذي دُفع ويُدفع لوطن أغلى..
أنتم النور ولكم وسام الشرف ولنا الشرف أن تكونوا بيننا ولكم ولوطني سورية السلامة والأمان.
كل عام وأنتم خير هذا الوطن وعيونه الخضراء وليذهب الحزن بعيداً ولنفرح معكم وبوجودكم ولتحضرنا أرواح شهدائنا من جنانها نحتفل بانتصارات جيشنا التي ستكون لنا عيداً، ولتكن دماؤكم الطاهرة سُقياً لأجيالنا وملهماً لها، ليكن الفرح جاركم وضيفكم الدائم في دياركم وكل عام وأنتم الخير..شهداؤنا لارواحكم السلام .. جرحانا لكم الشفاء ..مخطوفونا لكم الحياة...