أين الآمال الكبيرة التي أشعلت الواجدان توقداًوحماسة؟
أين أجنحة العنفوان التي حملتنا إلى أقصى الآمال وفتحت لنا أبواب الحياة والمستقبل لنا ولأمتنا؟؟
هل نطوي جوانحنا على ما يكاد يصبح حقيقة ونسلم حياتنا لليأس؟
هل ننتظر الموت ليأتي إلينا، بالطريقة التي اختاروها لنا؟
هل نستسلم لابتساماتهم الصفراء وهم يوزعونها بعد أن يتلقوا خبر موتنا العاجل أو المؤجل إلى حين..؟
أبداً لم نستسلم ولن نستسلم، نتابع حياتنا ونفتح نوافذنا، ليتسرب النور الذي حاولوا سلبنا إياه.
ورغم أن الحرائق في القلب والذاكرة والوجود، تزحف من كل الأماكن ، ولا تعرف تاريخاًولايهمنا إذا كان اليوم بداية عام جديد أم نهايته إنها تدخل أرواحنا، وتصعد حتى قمة الرأس.. وتفاصيل مآسينا تمشي على قدمين، تتزاحم على سطح المرآة، وفي سطور الأيام وتفاصيلها، وفي فنجان قهوتنا وتشكل كائنات حية تتحرك أمامنا. إلى أن نهرب بجلدنا وقلبنا من شدة الوجد ومن شدة الفقد والموت الذي يحصدنا دون رحمة..؟
أين نهرب من انغلاق حواسنا؟ هل تنقل اللغة رائحة الموت الذي نستنشقه على مساحة وطننا السوري الغالي المذبوح من الورديد للوريد، والمقتلع قلبه وكيده.
هل يلخص التشبيه ما نعيشه من موت وفقد؟؟
هل تصل بنا الحياة إلى حافة هاوية نتأرجح فوقها؟؟
أبداً.. نحن السوريين الأصلاء، أصحاب هذه الأرض منها نبتنا وفيها نعيش وإلى ترابها نعود.
نحن السوريين، لانركن لبرودة الحياد، وسهولة الكلام غير المجدي.
السوريون أثبتوا أنهم استثنائيون ثمة حضور لهم حتى في الغياب، لم يهزمهم الموت ولا الحنين والوجد الذي تجاوز الحد خلال سنوات الأزمة، رغم فقدان الأحبة وغيابهم لم تنكسر الرجولة فينا ولاقهرتنا الحياة التي لاترحم ولسان حالنا يقول: لاتموتوا الآن، فقد ولى زمن الموت والاختناق بعد ماتجاوزنا الذبح والقتل والتفجير والتهجير، وصار لزاماً علينا العيش مع الموت، بل رغم الموت..أيها السوريون لاتتعبوا الآن، ولاتيأسوا، عليكم: مقاومة الوهن في مواجهة تجار الحرب ومصاصي الدماء الذين يتلقفونكم خارجين من الموت لينشبوا أظافرهم وينهبوا ماتبقى من حياة وعزيمة داخلكم..
ربما لايستطيع من يحس البرد والجوع أن يقاوم ولكنكم لستم أي أحد أنتم سورية الصامدة لاتستسلموا الآن عليكم إضافة غول الغلاء، حتى لايبتلعكم..
لاتستسلموا الآن فهذه الحرب لن تكتفي بموتنا..إنها تريد اجتثاث وجودنا السوري العريق بكل الطرق الفضائية والاقتصادية والسياسية والاجتماعية والإنسانية فاصمدوا فإن النصر دائماً صبر ساعة.
ولعل بداية العام الجديد تكون بداية خير، مع مانسمعه من انتصارات لأبنائنا وإخوتنا في الجيش العربي السوري العقائدي، بمواجهة دهاقنة الموت وأمراء الذبح...وشيوخ الفتاوى القذرة..
فاصبروا وصابروا فإن السنوات الماضية، كانت أصعب امتحان لإرادة شعب، عرف كيف يواجه رياح السموم بكل عزم وإصرار.. وعرف كيف يتحدى تسونامي الحقد الذي اجتاح أرضه.