في الصيف تقينا الحر والرمضاء.. وفي الشتاء تدفئنا بحر الجمر... وفي الربيع نداوي عمى ألواننا بنضارة اخضرارها وفي الخريف نطوي أحلامنا وذكرياتنا، كما تطفر الوريقات حينما تلاحقها النسمات العليلة وكأنها تسافر إلى حيث يجب أن يكون الوداع وربما اللقاء.
هي الشجرة ابنة الطبيعة، وحفيدة الأرض.. شقيقة الجبال وعشيقة الأنهار، صديقة الطيور، ملهمة الإنسان ذكرها الخالق عز وجل في القرآن الكريم «الذي جعل لكم من الشجر الأخضر ناراً فإذا أنتم منه توقدون».
اليوم نحتفل بعيدها الثالث والستين على الطريقة السورية مئات الآلاف من الغراس المتنوعة تم زرعها في أنحاء أديم الأرض، في الهضاب والوديان والسهول، في المدرجات والمسطحات.. تتفنن الأيدي الوفية بزراعتها، وكيف تتعاطى مع أهميتها..
كماالأطفال القادمون إلى الحياة يحتاجون الرعاية والإشراف والسقاية.
حراك مجتمعي مؤسساتي رسمي وشعبي يتسابق فيه الجميع للاحتفال بعيد الطبيعة المتجددة، حيث تنمو الغراس وتقوى الجذور وتكبر الجذوع، وتتغاوى الأغصان في فضاء طبيعة الوطن..
في عيد الشجرة لهذا العام انطلقت من حلب حملة تشجير للغراس الحراجية بحي حلب الجديدة، جرى خلالها تشجير 75 دونما أقامتها مديرية الزراعة بالتعاون مع مجلس المدينة ومنها امتدت إلى مساحات أخرى من جغرافية الوطن إلى مساحات التشجير في باقي المحافظات.
كل عام والبيئة السورية عامرة بشجرها وزراعها وأمنها وعذوبتها واستقرارها.
ت : سلمان يوسف