وفي كل الأحوال يبدو طبيعياً طرق أبواب أنقرة لإقناعها بالتخلي عن سياستها الهدامة في المنطقة، ومنحها بعض الحوافز الاقتصادية كي تتراجع عن عنادها وتقلع عن رهاناتها الخاسرة على التنظيمات الإرهابية، بحيث تتوقف عن الإساءة لنفسها وإيذاء جيرانها، ولكن ليس من المفيد أن تبقى هذه الخيارات يتيمة في التعاطي معها، إذ لا بد من البحث عن خيارات أخرى ذات جدوى لكبح الجموح التركي، فما يقدمه أردوغان وحكومته من دعم كبير واحتضان واضح للإرهاب يؤجج التوتر في المنطقة ويؤثر سلباً على الأمن والاستقرار الدوليين.
ومن الملاحظ أن سياسة فتح الأبواب أمام أنقرة لم تؤتِ ثمارها بعد، وثمة من يرى أنها شجعتها على المضي قدماً في طريق الابتزاز والاستغلال السياسي، والدليل من داخل تركيا حيث دفع الشعب التركي ثمن تفويضه الهش لأردوغان في الانتخابات الرئاسية قمعاً وتنكيلاً واعتقالاً وتخويناً وتضييقاً على الحريات العامة والانترنت وإقصاءً لمؤسسات القضاء والإعلام بدل أن يكون العكس تماماً، وهو ما أثار موجة انتقادات ضد هذه السياسة في أوساط غربية حليفة.
والخشية هنا من أن يفسر أردوغان هذا التقارب الإقليمي مع بلاده على أنه صك براءة له ولحكومته من التهم الموجهة إليهما بدعم الإرهاب، فيندفع أكثر فأكثر في حماقاته السياسية ويستمر في سلوكه العدواني لرفع سقف مطالبه وتحصيل المزيد من المكاسب، وهو ما ينبغي الإشارة إليه والتحذير منه، ولا نعتقد أن أصدقاء سورية من العارفين بالشأن التركي غافلون عن ذلك..؟!