تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


الخيارات الأخرى

نافذة على حدث
الثلاثاء30-12-2014
عبد الحليم سعود

ثمة من يأمل في أن تؤدي الزيارات المتبادلة والخطوط المفتوحة بين موسكو وطهران وبغداد من جهة وأنقرة من جهة أخرى إلى تغييرات إيجابية في سياسة تركيا تجاه جيرانها وبما يمهد الطريق لتوقف حكومة أردوغان الأخوانية عن نهجها العدواني ودعمها للتنظيمات الارهابية المقاتلة في كل من سورية والعراق، إلا أن فرصة تحقيق ذلك ما تزال شبه معدومة بالقياس إلى اندفاعة أردوغان لتوظيف أرصدته الارهابية في المنطقة في إطار تحقيق أحلامه العثمانية البائدة.

وفي كل الأحوال يبدو طبيعياً طرق أبواب أنقرة لإقناعها بالتخلي عن سياستها الهدامة في المنطقة، ومنحها بعض الحوافز الاقتصادية كي تتراجع عن عنادها وتقلع عن رهاناتها الخاسرة على التنظيمات الإرهابية، بحيث تتوقف عن الإساءة لنفسها وإيذاء جيرانها، ولكن ليس من المفيد أن تبقى هذه الخيارات يتيمة في التعاطي معها، إذ لا بد من البحث عن خيارات أخرى ذات جدوى لكبح الجموح التركي، فما يقدمه أردوغان وحكومته من دعم كبير واحتضان واضح للإرهاب يؤجج التوتر في المنطقة ويؤثر سلباً على الأمن والاستقرار الدوليين.‏

ومن الملاحظ أن سياسة فتح الأبواب أمام أنقرة لم تؤتِ ثمارها بعد، وثمة من يرى أنها شجعتها على المضي قدماً في طريق الابتزاز والاستغلال السياسي، والدليل من داخل تركيا حيث دفع الشعب التركي ثمن تفويضه الهش لأردوغان في الانتخابات الرئاسية قمعاً وتنكيلاً واعتقالاً وتخويناً وتضييقاً على الحريات العامة والانترنت وإقصاءً لمؤسسات القضاء والإعلام بدل أن يكون العكس تماماً، وهو ما أثار موجة انتقادات ضد هذه السياسة في أوساط غربية حليفة.‏

والخشية هنا من أن يفسر أردوغان هذا التقارب الإقليمي مع بلاده على أنه صك براءة له ولحكومته من التهم الموجهة إليهما بدعم الإرهاب، فيندفع أكثر فأكثر في حماقاته السياسية ويستمر في سلوكه العدواني لرفع سقف مطالبه وتحصيل المزيد من المكاسب، وهو ما ينبغي الإشارة إليه والتحذير منه، ولا نعتقد أن أصدقاء سورية من العارفين بالشأن التركي غافلون عن ذلك..؟!‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية