بهذه الكلمات بدأت الفنانة التشكيلية نزهة عبد المحسن حديثها عن معرضها الذي عنونته باسم «صمتها حكايا» وهوطقس خاص للمرأة يؤثر فيه الصمت على الكلام، حيث ضم المعرض عددا من اللوحات عبرت عن المرأة في حالات عديدة منها الناطقة ومنها من آثرت الصمت ليكون ابلغ من اي شرح اوتفسير، ومن هذه اللوحات لوحة صيغت من بقايا ضفائر الفتيات والشابات في سورية لتقول للعالم اجمع انه مهما كانت ادوات الارهاب وحشية وقاسية سنصنع من ضفائرنا لوحات فرح بالنصر القادم قريبا ان شاالله لوطن لا يعرف الهزيمة.
وعن لوحات معرضها ولحظة ولادتها تقول عبد المحسن: «في لحظة مؤلمة تولد اللوحة بلا ريشة أوالوان فتكون اكثر واقعية، انها ممزوجة بالحزن والفرح، بالتشاؤم والامل، بالضعف والقوة، بكل المشاعر التي تنتابنا في لحظات الالم والدهشة، ليس هناك متسع من الوقت لنتأملها، سريعة ترسم تلك القصاصات المرمية على سرير الاسعاف، حيث يقص الطبيب شعر من نحب ليعرف حجم الاصابة التي تلقتها في رأسها، وهي تشير بذلك لاحدى اللوحات التي تعبر عن حادثة تعرضت لها احدى النساء، هي لوحة اشبه برقصة الحزن، اشبه بطقوس الالهة في المعابد القديمة، ستبقى خالدة في ذاكرتي وذاكرة التاريخ، انها بعض من بقايا شعر من احب، غاليتي واختي هالة التي نجت بفضل الله من وحشية الارهاب «.
وعن لوحة «الياسمين» التي صيغت من ياسمين بلادنا تقول: من يدرك معنى الانتماء ليس بحاجة لأن تشرح له ماهية العمل أوالتصرف الذي تقوم به وتؤكد فيه أنك تذوب في الوطن إلى حد الانصهار، وسأقول وانا اتنفس رائحة الياسمين لمن ليس لديه هذا النفس الطيب أن الوطن أجمل اللوحات لا استطيع رسمه رغم أن عيوني اشبعت بجماله، إلا أن هذا الجمال عصي على أن ترسمه ريشة فنان كما ابدعه الله الخالق ليكون حبه شطرا من الايمان.
حملت اللوحات لون الارض، لون تراب سورية الطاهر الذي سيبقى خصبا بالعطاء والتجدد، فسورية هي الام والابنة والاخت، لذا كانت الانثى هي بطلة اللوحات جميعها.
وتطلق الفنانة نزهة في احدى لوحاتها منطاد الياسمين ليحلق في سماء الوطن، ليكون بشرى تحمل في داخلها الامن والامان، وعلى الجانب الآخر نرى بعض الوجوه وقد شوهتها جرائم هؤلاء المعتدين الذين اخترقوا بلادنا محاولين أن يرسموا بأيديهم الآثمة وجوها ليست من بلادنا ولا من ثقافتنا، وجوها لا نعرفها، لتصل بذلك إلى مقولة أن الحقيقة لا بد أن تظهر واضحة جلية للعالم اجمع بأن سورية التي كانت دائما مهدا للحضارات ومنارة للعلماء لن تهزمها تلك الغزوات الباطلة.
أما لماذا كانت المرأة محور هذا المعرض ومادته الاساسية فتقول:
على مر التاريخ وعبر الازمنة وحتى يومنا هذا، كانت ولا تزال المرأة السورية عزيزة كريمة وسيدة نساء العالم بكل ما تحمله الكلمة من معنى، فإلى حفيدات زنوبيا وجوليا دمنا والكثيرات ممن عرفهن التاريخ بسيرهن العطرة وكن رقما صعبا في العالم، اراهن أن من يريد أن ينال من كرامتهن أوالانتقاص منهن لم يعرف بعد من هي المرأة السورية وكيف يمكن أن تكون ؟.
وعلى جانب المعرض شاركت الطفلة امان حميري حيث رسمت العلم السوري كما انها كانت تلبس لباسا يمثل العلم السوري ومن بين لوحاتها الطفولية ظهرت صديقاتها بلباس ملون بألوان الفرح أملا في أن تخلع سورية ثوب الحزن وتلبس من جديد ثوب الفرح، كما عبرت عن ذلك بكلماتها الطفولية البريئة.
الفنانة التشكيلية نزهة عبادي العبد المحسن اجازة في الكيمياء التطبيقية جامعة دمشق، لها مساهماتها الادبية في مجلة الثقافة الاسبوعية الادبية وجريدة الفرات والعديد من المواقع الالكترونية، المعرض هوالثاني وسبقه معرض بعنوان «على ورق ابيض» ضمن مهرجان لؤلؤة الفرات 2009، والعديد من الفعاليات الثقافية والتراثية.