مايردُّ زمنَ القلق,وبإذن الحقِّ الذي نطقْ.. مايردّه بعيداً عن القلوبِ المتوقفة إلا عن الإحساسِ بالوجع, ومايُسقطُ شغبَ التحاور وجلجلة الفوضى التي امتطتْ بأنانيةِ وحقدِ وضلالِ من اعتنقوها, الإدعاء سافر الرغبةِ بأن ينزفنا إلى أن يحوِّلنا إلى شعبٍ مسكونٍ بالهلع.
مايجعلُ غفوتنا آمنة وغير متسربِلة بالأحلام التي تهيمن ببشاعتها على كلِّ عافيةٍ لصحونا, وعلى حاضرنا ومستقبلنا مثلما على ماعشناه فألمنا دون أن تُغادرنا سواطير احتفائه بالموتِ الذي كان ولازال يزورنا.
مايُبشِّرُ حياتنا, بسطو عٍشمسٍ يتوهَّجُ الأملُ فيها من جديد, وبعد هيمنةِ الظلامِ الذي سلَّط علينا لعنتهُ واسوداد مساحتهُ وصقيع آهتهُ, وسوى ذلك مما اقشعرَّ من أهوالهِ وتجمَّد من أفعالهِ, إلا الدمُّ الشهيد.
فيا أيها القادم, احملْ لنا مواسمَ حياةٍ فصولها أمنيات.. بشِّرنا باخضرارٍيدحرُ يبابَ الأيام التي أغرقتنا بالآلام, أفقدنا ذاكرتنا وامنحنا ذاكرة لابصيرة لها تذكرنا بويلاتنا.. ذاكرة تُحيينا ولاتُغرقُ بالويلِ أرواحنا وقلوبنا وعقولنا ومعانينا..
اشفعْ لحواسنا كي تتعافى من العطبِ الذي عطَّلَ إدراكها بعد أن طُعنتْ بحقدِ الباطلِ وبِشَرٍّ لامعقول.. العطب الذي أعاقَ التماسها لكلِ ما اشتهيناه يُحيي إحساسها بحياةٍآمنةٍ إلا مما داهمها فأغضبها,وإلى أن جنَّ فيها صواب المنطقِ والمعقول.
أوقفْ ضوضاءَ العابرين إليناً سراً وجهراً وطمعاً وجهلاً. كرسح أوهامهم وضلالهم وحقدهم وإجرامهم, وامنحنا وعداً بأن تُبقي على ماعُهِدنا به ذاتَ ماضٍ صفعَ بسوريةِّ انتمائنا, حرامهم..
العنْ كل من سوَّلت له دونيّته, العبث بأخلاقنا وتمزيق إنساننا وبشتى أنواع القتل اللعين.. العنهُ ولنكن الصارخين دفاعاً عن وجودنا, واحتفاءً بالفرحِ الذي نتشهَّاهُ يزورنا.. لنكن الصارخين: «عسى في قدومكَ مايُبشِّرُ بإحيائنا ومايجعل من سوريَّتنا مقبرة للمعتدين».