تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


فرحـان بلبل والقبانـي والمرأة

ثقافة
الثلاثاء 26-6 -2018
سلوى الديب

يؤكد الباحثون أن ولادة المسرح العربي الأول كانت على يد مارون النقاش في بيروت، وابي خليل القباني في دمشق ثم انتقل إلى مصر، بدأ بتقديم نصوص أجنبية مترجمة إلى العربية

على التوازي مع نصوص مؤلفة من التاريخ العربي، قدم القباني مسرحيات: الإفريقية تأليف سكزيب ترجمة داوود بركات، ومسرحية جنفياف للكاتب الألماني لودفيغ تيك ترجمة رحمين بيبس ومسرحية لورانزينو أو الخل الوفي لدوماس الأب ترجمة محمد المغربي، وغيرها فكان لنا وقفة مع الأستاذ الباحث محمد بري العواني في فرع حمص لاتحاد الكتاب العرب بمحاضرة بعنوان «جنفياف في مسرح عصر النهضة» ليسلط الضوء على بعض أعمال هذا العملاق: تحدث الباحث عن تكريس مسرحية جنفياف في عروض مسرح عصر النهضة العربي منذ عام ١٨٤٧م وحتى عام ١٩٠٠م.‏

اختار العواني ثلاثة نماذج الأول ترجمة «رحمين بيبس» لنص جنفياف للكاتب الألماني لودفيغ و النص الثاني للأديب والقاص المصري يعقوب الشاروني و النص الثالث للكاتب المسرحي داوود قسطنطين الخوري، أما النص المخالف فهو نص (عفيفة) لأبي خليل القباني الذي استعار الحبكة نفسها في المسرحيات السابقة، ولكنه جعلها مسرحية بثقافة عربية إسلامية، بينما كانت المسرحيات الأخرى تقوم على ثقافة مسيحية، وقد ابتعد الكتاب المسرحيون عن اعتبار جنفياف قديسة فجعلوها امرأة عادية شعارها العفة والطهارة، وبذلك التقى المسرحيون المسيحيون والمسلمون على مناصرة المرأة والدفاع عنها في كل زمان ومكان.‏

أنهى محاضرته بتساؤل: هل جاءت مسرحيات عصر النهضة رداً على نظرة الكنيسة إلى المرأة بأنها شيطان باستثناء النساء المتبتلات والمتنسكات.‏

وأشار بأن من يقرأ نصوص فرحان بلبل يجد أن فرحان بلبل يشبه القباني في الدفاع عن المرأة بكل عفتها وطهرها، فكل نساء فرحان بلبل هن جنفياف.‏

وفي نهاية المحاضرة جرى حوار شيق أغنى المحاضرة بين الحضور و العواني سنقتطع جزءا منه: المسرحي الكبير فرحان بلبل: داوود قسطنطين شأنه شأن أي كاتب مقتبس لكنه أدخل إليها ملامح محلية عند قراءتها تحس بالنفس السوري حتى بأناشيدها الدينية، وقد أدهشني العواني بهذا الربط بين النصوص الأربعة وباندفاع هؤلاء من عدة ديانات متنورين دافعوا عن المرأة في ذلك العصر المبكر يوم لم يكن المجتمع يحترم المرأة جاء هؤلاء ليقولوا هذه هي المرأة وليس كما تقولون.‏

أشار محمد الفهد: بأنه صدر للباحث محمد بري العواني حديثاً عن وزارة الثقافة كتاب نصوص أبي خليل القباني من 850 صفحة.‏

أحد أهم رواد الاتحاد الدكتور عاصم كلاليب:الكتاب الصادر للعواني موثق ومضبوط بحقّ وبشكل منهجي يستحق رسالة جامعية ويمنح عليها درجة ويستحق التكريم على إنجازه، أما أبو خليل القباني كان مسرحيا عظيما مباشرا يعتمد الفصحى والشعر والسجع والزجل والموشح من حيث البنية، جنفياف هي ابنة السماء.....‏

غسان لافي طعمة: القديسة أو العفة هي نمط أولي راسخ في الذاكرة الجمعية للبشرية والإبداع يأتي من الانزياحات على النمط الأولي...‏

راتب الحسن: المحاضرة دراسة ومقارنة بين فكر تحرر المرأة والموقف الديني والموقف الدنيوي، ودخل القباني على هذه المسرحية ليعربها ويؤسلمها في هذا الأمر.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية