من قوى الشر والعدوان، ليؤكد للعالم أن سورية قوية شامخة وعصية على الهزيمة، فرغم قسوة الحرب وماخلفته من دمار، لن تهزم بل هي تستطيع أن تنهض من جديد لتسطع شمس حضارتها على العالم جميعه كما كانت دائما منارة للعلم والثقافة والفكر.
ومهرجان «الشام تجمعنا» الذي سيقام على أرض حديقة تشرين ويضم فعاليات جامعة لكل مايحمل نكهة التراب السوري المعتق بدم الشهداء الأبرار الذين آثروا أن يكونوا جسورا تعبر عليها الأجيال، في بقعة سورية بامتياز تزهر حبا وألقا وبهجة بانتصارات لاتزال تتوالى وتسجل في سفر التاريخ صفحة مشرقة جديدة للتحدي والبطولة والصمود.
لاشك يسجل لذاك التعاون بين وزارة السياحة وغرفة تجارة دمشق والفعاليات الثقافية هذا التعاون الهام الذي يؤكد على ضرورة التكامل بين الجهات كافة، مايعزز الانتماء ويرسخ الهوية الوطنية في هذا اللقاء الحميمي الذي يجمع شرائح المجتمع كافة يتبادلون الخبرات ووجهات النظر ويستعيدون معا ألقا كاد يخبو بفعل الأيدي الآثمة التي سعت جاهدة تعيث الفساد والتخريب في غير بقعة من الوطن، ولكن هيهات أن تنال من لحمة وعزيمة هذا الشعب الأبي.
ربما يتجاوز المهرجان بفعالياته كافة وحسب أجندته المرسومة له بعناية دوره الترفيهي والاقتصادي والسياحي، ليقوم بدور التعريف بتاريخ سورية وأصالتها وعراقة تراثها، وتعزيز روح الانتماء للشباب وربطهم ببلادهم والعمل على النهوض به من جديد، كما يظهر البصمة السورية التي لم يستطع الإرهاب طمس معالمها في المسرح والغناء والمعارض التراثية وفي العادات والتقاليد التي تجمعنا على مائدة الوطن.
المهرجانات فن وصناعة وعمل متكامل نتمنى من القائمين عليها أن تكون بحجم وطن، وتشكل هوية سورية بامتياز وجواز عبور إلى الآخر حضارة ومهارة وإبداعا وتميزا، وإن كان مشوار الألف ميل يبدأ بخطوة، فإنها الخطوة الأولى نحو البناء والإعمار وعودة الحياة من جديد، وهنيئا لسورية أعيادها على طريق النصر والتحرير.