مدير الهيئة العامة للثروة السمكية الدكتور عبد اللطيف علي أكد أن خطة استزراع البحيرة والمدرجة ضمن الخطة العامة للهيئة الهادفة نصف مليون اصبعية على مستوى سورية تشمل مرحلة لاحقة بهدف إعادة إحياء المسطحات المائية.
ودعا المجتمع المحلي للحفاظ على المخزون السمكي في البحيرة بهدف زيادة تكاثر الأسماك والإنتاج ما يعود بالفائدة على أهالي المنطقة مشيرا إلى انخفاض الإنتاج السمكي في بحيرة الرستن نتيجة الأعمال الإرهابية في المنطقة والتعديات على السد.
وأوضح علي في حديث خاص للثورة أن الهيئة تعمل على إنتاج الاصبعيات بوفرة ، وتشجيع المجتمعات الريفية المحلية والقطاع الخاص للقيام بإنشاء المزارع السمكية، وتأمين الاصبعيات اللازمة للمزارع الأسرية بأسعار رمزية تشجيعية، بالشكل الذي يمكن معه تأمين الأسماك بأسعار معقولة للمستهلكين والاستغناء عن استيرادها، إضافة إلى المساهمة في تأمين الغذاء الصحي المتوازن للأسرة وتوفير مصدر دخل جيد لها كون استزراع الأسماك هو الحل لزيادة الناتج السمكي المحلي، والمساهمة في نشر ثقافة مزارع الأسماك الأسرية خصوصاً، ونشر ثقافة تربية الأسماك عموماً.
وأشار إلى أن هذا التحرك وغيره جاء بعد اتساع الفجوة بين الإنتاج العالمي للغذاء من الموارد الحية والتضخم السكاني، الناجمة عن إساءة استخدام الإنسان وإساءة إدارته لكل من الموارد الحية والنظم البيئية الداعمة لها، إضافة إلى التغيرات المناخية، الأمر الذي أدى بدوره إلى خلق أزمة عالمية خطيرة لسد نقص الغذاء الحاصل، مما استدعى استنفار جهود المؤسسات العلمية البحثية العالمية لإيجاد الحلول المناسبة كاستنباط أنواع جديدة متحملة للظروف البيئية وذات إنتاجية عالية، وتحسين طرق التربية لزيادة الإنتاجية في وحدة المساحة وتحسين نوعية المنتج ورفع الريعية الاقتصادية، ودعم المجتمعات الريفية، ونشر ثقافة المزارع الأسرية الصغيرة (مشاريع صغيرة) مزارع الأسماك الأسرية، حيث أدت الحاجة المتزايدة للبروتين الحيواني إلى توجه الأنظار لاستغلال الثروات الحية في المسطحات المائية، وتأتي الأسماك في طليعة هذه الثروات التي يعول عليها للمساهمة وبشكل كبير في حل مشكلة الأمن الغذائي ، حيث تعد الأسماك مصدراً هاماً من مصادر البروتين الغذائي، كما تحتوي دهون الأسماك على نسب عالية من أحماض اوميغا 3 الدهنية غير المشبعة الضرورية لنمو الدماغ عند الأطفال، وتساعد في معالجة مجموعة من الاضطرابات النفسية عند الكبار.
مدير مركز الثروة السمكية بحمص وسيم قصراوي أكد أن الاصبعيات تم إحضارها من مركز أبحاث الهيئة بمصب السن مشيراً إلى أن عملية الاستزراع ستستمر خلال الأشهر القادمة لتعود البحيرة كما كانت عليه مصدرا للرزق لأهل مدينة الرستن والمناطق المحيطة كون الاصبعيات ستكون بحالة نمو سريعة نظرا لاعتمادها على التغذية الطبيعية.
وتعتبر زراعة المسطحات المائية بالأسماك أحد أهم مصادر الدخل المحلي وتسهم في تحسين المستوى المعيشي للمواطنين في المناطق المحيطة بها من خلال تأمين مصدر رزق إضافي لهم عدا عن القيمة الغذائية العالية للحوم الأسماك.