تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


في الطريق إلى استعادة الجنوب.. أوهام الإرهابيين وداعميهم في مهب الريح.. الجيش يوسع خريطة التحرير.. ويقطع أوصال مشاريع الغرب الاستعماري

الثورة - رصد وتحليل
أخبار
الثلاثاء 26-6-2018
غيرت طبيعة التوازنات العسكرية التي حققها الجيش العربي السوري وحلفاؤه خلال الفترة القليلة الماضية كل المعادلات ومراهنات دول الغرب الاستعماري التي حاولت تنفيذ أجندات تخريبية في سورية،

وباتت هذه الدول تدرك مجبرة أن الدولة السورية لن تتراجع عن قرارها باستكمال هزيمة الإرهاب رغم كل ما يمكن أن تقدم عليه واشنطن وحلفاؤها من مقامرات استعمارية.‏

من هذا المنطلق تسير معركة الجنوب التي تسارع الخطا في التحرير نحو تقطيع أوصال ما تبقى من مشاريع استعمارية، فقرار الدولة السورية بإطلاق عملية تحرير الجنوب وسط كل التعقيدات التي تحيط بالوضع هناك هو تأكيد على ما أعلنته دمشق مراراً وتكراراً من أن استعادة كل المناطق السورية التي لا تزال خارج السيادة السورية هو قرار لا عودة عنه مهما كانت الظروف.‏

ومن قلب معركة الجنوب التي تحمل الكثير من الأبعاد الاستراتيجية كان لافتاً مع بدء التقدم الميداني والقضاء على الآلاف من الإرهابيين تخلي الإدارة الأميركية عن التنظيمات الارهابية، بعد أن حاولت خلال الأسابيع الماضية اعتماد كل أساليب الكذب والمناورة لعرقلة وتضييع الوقت للحؤول دون إطلاق العملية العسكرية، وهو ما يؤكد مجدداً أن الانجازات العسكرية أسقطت المشاريع المعادية ولن يتمكن الأميركي وحلفاؤه وفي طليعتهم العدو الصهيوني من تحقيق ما رسم للجنوب، مهما استخدم هذا التحالف العدواني من المناورات وكل أشكال الدعم والتسليح للمجموعات الإرهابية في الجنوب أو غيره من المناطق.‏

وفي سياق انطلاق معركة الجنوب بدأ الإعلام الغربي التحدث عن أبعاد هذا التقدم، حيث نشر موقع «ميدل إيست آي» تقريراً، يتحدث فيه عن معركة الجنوب مقارباً إياها من منظور اقتصادي، ومؤكداً أن اللاعبين الإقليميين والدوليين على السواء سيجنون الفوائد من تحرير الجيش العربي السوري للمنطقة، وتوقع التقرير أن تهزم التنظيمات الإرهابية وترحل عن الجنوب كما حصل مؤخراً في الغوطة الشرقية، بسبب التكتيك الذي يتبعه الجيش العربي السوري والحلفاء، كما أوضح التقرير أن هذا التقدم سيؤدي الى تحرير معبر نصيب الذي يسيطر عليه الإرهابيون وبالتالي ستنتعش هذه المنطقة، كما شدد التقرير على أن تحرير الجنوب سيزيد من قوة دمشق إذا ما سحبت الولايات المتحدة قاعدتها المحتلة من التنف نظراً إلى أن هذه الخطوة ستفتح معبراً حدودياً جديداً، هذه المرة مع العراق.‏

وعليه، تساءل التقرير عن السرعة التي سيتقدم بها الجيش السوري في الجنوب، وعما إذا سيعطي الأولوية للتقدم شرقاً باتجاه النقاط الحدودية مع الأردن أو غرباً لتأمين الجولان، خالصاً إلى القول: «النتيجة النهائية تبدو حتمية، يظهر أن أيام التنظيمات الارهابية الذين تخلى عنهم حلفاؤهم، في الجنوب معدودة».‏

ميدانياً تواصل وحدات الجيش العربي السوري تقدمها في معركة الجنوب لتحريره، حيث أكدت مصادر ميدانية استعادة وحدات الجيش العربي السوري بلدتين إضافيتين في منطقة اللجاة في ريف درعا الشرقي، هما بلدتا جدل وحوش حمادة، فيما جدد مصدر عسكري تأكيده مواصلة التقدم الميداني لكون تنظيم «جبهة النصرة» يستمر بارتكاب الجرائم وترويع المواطنين واستهداف نقاط تمركز الجيش العربي السوري وتوتير الأوضاع في الجنوب لمنع إتمام المصالحات المحلية مع بقية المجموعات المسلحة الجاهزة لتسليم السلاح وتسوية أوضاعها، وعليه لن يكون مصير هذا التنظيم الإرهابي المنتشر في الجنوب السوري إلا كغيره في المناطق التي سبق وتم تطهيرها بالكامل من رجس الإرهاب التكفيري وداعميه وعادت إلى حضن الوطن.‏

بالتوجه إلى الشمال يستكمل الجيش العربي السوري عملياته وتقدمه لتطهير الأرض السورية حيث تمكنت وحدات من الجيش العربي السوري من استعادة مساحات جديدة شاسعة في بادية دير الزور تقدر مساحتها 1800 كلم مربع، وتصل غرب منطقة البوكمال الحدودية مع العراق، عقب القضاء على إرهابيي «داعش»، الذين تسللوا إليها مؤخراً.‏

وتم تحرير هذه المساحة على الرغم من أن القوات الأميركية المنتشرة في منطقة التنف تستمر بتقديم الدعم بالأسلحة والوسائل اللوجستية للتنظيمات الإرهابية الموجودة في المنطقة، وتقيم لهم معسكرات للتدريب تحت إشراف قوات خاصة، وتحولت المنطقة في الأشهر الأخيرة إلى نقطة لانطلاق الإرهابيين لشن هجمات على عدد من المواقع والنقاط العسكرية في البادية السورية، إلا أن التوازنات العسكرية الأخيرة بعثرت الأوراق الأميركية في المنطقة ودفعت بها الى الاقتراب من الانسحاب من التنف، وهو ما تحدثت بعض الصحف الغربية التي عنونت إحدى المقالات بـ « دنو أجل القاعدة الأميركية في التنف».‏

وجاء في المقال: كانت القاعدة التي تحتلها القوات الأميركية في التنف منذ البداية مع شركائها مكاناً لتدريب الارهابيين ليقاتلوا ضد الجيش العربي السوري، ومع ذلك، فهناك احتمال لأن تختفي هذه القاعدة قريباً من الوجود، بعد تقدم الجيش السوري والحلفاء في جنوب حمص، وأن القاعدة الأميركية مطوقة عملياً، الآن ، وهناك احتمال حقيقي بأن يتم إغلاق قاعدة التنف، وبحسب المقال لأن الأميركيين ببساطة وجدوا أن الحفاظ عليها لم يعد مجدياً، لقد فقدت فائدتها بعد الخسائر الكبيرة التي منيت بها أدواتها الإرهابية المزروعة في المنطقة.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية