لتبقى بشائر الانجاز في الجنوب تنعكس نصراً جديداً في ظل إصرار الجيش العربي السوري على فرض سيطرته عليه وكسر كل المعوقات.
تلك الإرادة والعزيمة يبدو أنها عكست انسحاباً وانهزاماً لكيان العدو الاسرائيلي ورضوخه لذلك الأمر الواقع وفق ما تقدمه المعطيات وتبينه النتائج القادمة من هناك، ولاسيما أن الأميركي كان سباقاً لذلك القرار.
بعد أن انكفأ الأميركيون عن هذه المواجهة، يراقب العدو الاسرائيلي الوضع بكل دقة واهتمام، وحيث كان وما يزال العدو الأول جنوباً بمواجهة الجيش العربي السوري، مباشرة أو عبر المجموعات الارهابية المسلحة التابعة له، لا شك أن هناك عدة معطيات ووقائع أخذها بعين الاعتبار بعد مقاربته لعملية الجيش السوري وقراءته الرسائل بشكل جيد، حيث إن الاجراءات المتخذة من قبل العدو الاسرائيلي بدأت تعكس انسحابه وفشله وتسليمه بالواقع.
فالإسرائيلي عمل مطولاً على دعم أولئك الارهابيين طوال سنوات في الجنوب السوري عبر تقديم المال والسلاح والتدريب إضافة للسماح للجرحى منهم بتلقي العلاج في مستشفيات الكيان الاسرائيلي، بهدف تنفيذ طوق إرهابي يحمي حدودها من تقدم الجيش العربي السوري.
وفي تطور يدل ويؤكد أن كيان الاحتلال الإسرائيلي فشل في جميع رهاناته بسورية عن إخراج سورية عن خطها المقاوم عبر استهدافها بمخططات تدميرية وعبر ضخ إرهابيين وزجهم على التراب السوري ليعيثوا إجراماً وتخريباً وتدميراً وانتهت حتى اللحظة بمناشدة الأمم المتحدة بإعادة قوة فك الاشتباك في الجولان المحتل بين الطرفين، كشفت صحيفة «يديعوت أحرونوت» النقاب عن أن عدد الجرحى السوريين، الذي تلقوا على مدار أعوام في مستشفيات الكيان الاسرائيلي آخذ بالتناقص بشكل كبير. ويعتبر هذا التطور اللافت جداً بحسب محللين المسمار الأخير في نعش المساعدات الإسرائيلية للتنظيمات الإرهابية المسلحة، التي تعتدي على وحدات الجيش العربي السوري، ولكن أبعد من ذلك، فإن رمي الجرحى السوريين، الذين لطالما زعمت إسرائيل أنها قامت بتقديم العلاج الطبي لهم من «منطلقاتٍ إنسانية»، هو إشارة مركزية لفشل المشروع الصهيوني القاضي بإقامة ما يسمى منطقة عازلة على الحدود بين سورية وأراضي فلسطين المحتلة في هضبة الجولان العربية السورية المحتلّة منذ عدوان حزيران من عام 1967.
وأمس الأول كشفت وكالة رويترز الأمريكية عن رسالة أمريكية للإرهابيين في الجنوب السوري تبلغهم فيها بألّا «تعول على دعمها العسكري في التصدي لهجوم الجيش العربي السوري لاستعادة مناطق الجنوب.. وهذا تخلٍّ واضح عن دعم الارهاب بحسب محللين. إذاً إن كل أساليب الكذب والمناورة الأمريكية لمحاولة تضييع الوقت للحؤول دون إطلاق العملية العسكرية، بل الأهم من ذلك، محاولة تمرير بعض التنازلات من جانب سورية وحلفائها من خلال الاجتماعات التي حصلت في الفترة الماضية في العاصمة الأردنية حول مصير الإرهابيين والأعمال والتصريحات الأمريكية والإسرائيلية جميعها باءت بالفشل حيث فرض الواقع نفسه في المراحل كافة.