ومن دون تغليف ولا تجميل أكّده بعد قراءة متزعميه وتعابير ارتباكهم وفشل جولاتهم المكوكية، مع انطلاق معركة الجنوب واستعادة الحدود.
هي رسائل إسرائيلية موجّهة أولاً للداخل الصهيوني قبل أن تكون للحلفاء خاصة الأميركي الذي كان استبق هذا الاعتراف للعدو برسائل وجهها إلى مرتزقته بألّا تنتظروا تدخلاً عسكرياً منّا، ليتزامن الاثنان بالاعتراف بحقيقة أن سورية منتصرة لا محالة ولن تقف مكتوفة الأيدي ولن تتخلى عن شبر من أرضها إلا وتحرره من الإرهاب كما وعدت.
وواشنطن التي ترى هذا جيداً تقرأ معه أيضاً أن محاولاتها الإقدام على استفزاز كيماوي جديد كما اعتدنا على مسرحياتها ودموع تماسيحها لوقف تقدم الجيش أو تأخير عمليات التحرير لن تجدي نفعاً وثمة فشل سيلاحق كذبها ونفاقها، وحيث المعركة لن توقف ساعة انطلاقها وبدء حسمها، وأما القلق الأممي فلسنا بحاجة له ولا لسماع أصوات غربانه التي تنعق ضد الشعب السوري وتسكت عن حقه بالدفاع عن سيادته.
فواقع المستقبل القادم أخذت معالمه تتوضح بسلاح الميدان الحالي وهو ما اضطر حلف العدوان الأصيل لوضعها بشكل مباشر أمام جوقته وليؤكد أن ما خططت له واشنطن وتل أبيب رغم كل اعتداءاتهما وحلفائهما من العدوان الثلاثي وغيره في كفة ميزان خاسرة وحالة من التشتت والتفسخ والانحلال الميداني كما الانحلال السياسي الذي يحاول دي مستورا لملمته، مع اقتراب الجيش من الإمساك بالحدود بتحرير آلاف الكيلومترات المربعة حيث حدود الجنوب تعانق حدود الشرق في دير الزور ليكون الأميركي في التنف في مأزق التطويق والتضييق الذي يمهد لمحق احتلاله بالسرعة القصوى، ففي هذه القبضة الاستراتيجية السورية هذه نكسة لمشروع الفوضى الإرهابية ولخوذ أميركا الدموية.
رقعة شطرنج الجنوب تحركت ومحاولة الركود الإرهابي في المكان لن يسمح بها زمن دمشق بالبقاء، كما لن يكون للص المعامل وسارقها أردوغان أيضاً خبز سوري في الشمال وإن خرج برأسه العثماني من الانتخابات مزهواً بطربوش السلطان الإرهابي، وعلى الغرب أن يحفظ الدرس السوري الذي لقنته له دمشق بأن لا أحلام بإعادة الإعمار ولا بأقدام له تعيده إلى الأرض المحررة من إرهاب حاول به تلويث الأرض والديار وتشتيت البلاد والعباد، بينما لعبة الإخلال بالتوازن الدولي أخذت رياحه تعصف بالأميركي وفتنته الصهيونية.