وقد آتت المصالحات التي جرت في غير منطقة، أكلها وثمارها، وهي فعل نبل ونصر من الجيش العربي السوري وقيادته، ولايمكن أن تكون إلا من فعل من يتمسك بقيم الوطن ويبذل الدم من أجله، والشواهد على ذلك كثيرة.
أما والمشهد يقترب من نهاياته في الكثير من المناطق السورية، حيث لا تزال بقايا قطعان الإرهاب، فإن ثمة حماقات مازالت راسخة في عقول وأذهان من يظن نفسه أنه فعلا صار قوة وجيشا، وبمقدوره أن يقارع ويحارب الدولة السورية، وهو في المحصلة ليس إلا أداة رخيصة تلقى بعد أقل من ثلاثة استعمالات في حدها الأعلى، والأمثلة على ذلك كثيرة، فقد تخلت الولايات المتحدة عن الكثير من قطعانها الإرهابية، فور انتهاء دورها.
المعركة التي يخوضها الجيش السوري في الجنوب لتخليص أهلنا في درعا والسويداء والقنيطرة، مما تمارسه المجموعات الإرهابية المدعومة من أسرائيل واميركا، وبالمال الإعرابي، هذه المعركة تشكل مفصلا ومحطة كبرى، وتدق مسامير النهاية للعصابات التي أرهقت المدنيين في المنطقة، وحولتهم أسرى مناطقهم، وجهدت - العصابات الإرهابية - لنيل الرضى الدائم من المشغلين، ولكنها وجدت نفسها أمام الجدار، فقد قطّع الجيش السوري أوصالها، ويمضي قدما نحو المزيد من الانتصارات وتغيير الخريطة على الأرض، أمام عجز المشغل عن فعل أي شيء، فقد بلغ السيل الزبى، وحان وقت تخليص الجنوب مما هو فيه.
معركة الجنوب التي تمضي إلى نهايتها المنتصرة، قضّت مضاجع الغرب، فسارعت بريطانيا كعادتها إلى تحريك الأوراق التي عملت على فبركتها بدعم مباشر من الولايات الأميركية، وهي تمضي معها إلى محاولات يائسة لعلهم يصلون إلى نتيجة ما، مهما كانت صغيرة تحفظ ماء الوجه، هذا إن كان ثمة ماء في وجوههم وسلوكهم.
أما الكيان الصهيوني الذي يجهد من أجل أن تعلن صفقة القرن وبأسرع وقت ممكن، فقد حصد الخيبة التي لم يكن يتوقعها، فلا صفقة القرن، ولو أعلنت يمكن أن تستمر مهما كانت مخصبات إعلانها قوية من مال نفطي، وضخ إعلامي، فأكثر مما ضخوا من مال وأحقاد على سورية، لن يكونوا بقادرين، وهذا الميدان يفضح ألاعيبهم، ويعلن أن إرادة الشعوب أقوى من كل مخصبات المال والضخ الإعلامي.