وأفادت مصادر محلية صباح امس بانفجار سيارة مفخخة مركونة وسط كراج مدينة الباب بريف حلب الشمالي الشرقي ما أسفر عن استشهاد 15 مدنيا وإصابة آخرين بإصابات بعضها خطرة ووقوع أضرار مادية كبيرة في المنازل والممتلكات في محيط الانفجار.
إلى ذلك ذكرت المصادر أن شخصا أصيب بجروح جراء انفجار عبوة ناسفة بسيارة قرب مفرق الوقف جنوب قرية الراعي التابعة لمدينة الباب بريف حلب الشمالي الشرقي.
وتنتشر في المناطق التي فيها مجموعات إرهابية مدعومة من النظام التركي مظاهر الفوضى والانفلات الأمني نتيجة صراعات تجري بين تلك المجموعات الإرهابية ومتزعميها لاقتسام النفوذ والسيطرة على المدينة والتحكم بمصير المدنيين فيها.
من جهة أخرى اعتدت المجموعات الإرهابية بالقذائف الصاروخية أمس على بلدتي الجيد والرصيف بريف حماة الشمالي الغربي.
وذكر مراسل سانا في حماة أن المجموعات الإرهابية المنتشرة بريف إدلب استهدفت ظهر أمس بعدد من القذائف الصاروخية منازل الأهالي في بلدتي الجيد والرصيف التابعة لناحية قلعة المضيق في منطقة السقيلبية بالريف الشمالي.
وأشار المراسل إلى أن الاعتداءات الإرهابية تسببت بأضرار مادية في بعض الممتلكات والمزارع المحيطة بالبلدتين دون وقوع إصابات بين المواطنين.
وتنتشر في إدلب وريفها مجموعات إرهابية معظمها ينتمي إلى تنظيم «جبهة النصرة» تعتدي على القرى الآمنة والنقاط العسكرية بريف حماة الشمالي العاملة على حمايتها.
بالتوازي، فإن جرائم نهب النفط السوري التي تقوم بها قوات الاحتلال الأميركي تحت ستار مكافحة تنظيم داعش الإرهابي تشكل إثباتاً واضحاً على استكمال الولايات المتحدة لسياساتها القديمة المرتكزة على عمليات الغزو والتدخلات من أجل السيطرة على الموارد الطبيعية ومقدرات الشعوب وهي سياسة لم يجد الرئيس الأميركي دونالد ترامب حرجاً من الإعلان عنها بكل صراحة عندما أكد مؤخراً أن قرار إبقاء قواته الاحتلالية في منطقة الجزيرة السورية هو من أجل النفط السوري فقط.
ترامب سبق وأن جاهر خلال مؤتمر صحفي عقده مع شريكه بالعدوان على سورية رئيس النظام التركي رجب أردوغان أثناء زيارة أجراها الأخير إلى واشنطن الأسبوع الماضي بأن هدف قواته الاحتلالية في سورية نهب النفط قائلاً إن القوات الأميركية موجودة في سورية من أجل النفط فقط، لينسف من جهة كل محاولات المسؤولين في إدارته التغطية على السبب الحقيقي للوجود العسكري الأميركي غير المشروع ويكشف الغاية الأكبر وراء تدخلات واشنطن وحرصها على إطالة أمد الأزمة في سورية.
غايات واشنطن الخفية التي تلطت وراء كذبة مكافحة الإرهاب من أجل تحقيقها لم تعد خافية بعد قرار ترامب الإبقاء على قواته الاحتلالية في مناطق حقول النفط شمال شرق سورية وهي وفق مجلة نيوزويك الأميركية تشكل دلائل جديدة لحقيقة استخدام الولايات المتحدة وسائل العدوان والتدخل العسكري والسياسي على مر تاريخها من أجل السيطرة على الموارد الطبيعية في بلد معين.
المجلة الأمريكية نقلت عن ايفغيني بوزينسكي رئيس مركز التدخل السريع الذي يتخذ من موسكو مقراً له قوله إن التاريخ برهن على أن جميع التدخلات الأميركية في الآونة الأخيرة أدت فقط إلى كارثة ولم ينتج عن التدخل أي ديمقراطية جديدة ولا ازدهار إنما المزيد من العنف واللاجئين والضحايا، معيداً إلى الأذهان الحروب والتدخلات العسكرية التي قامت بها الولايات المتحدة في العراق وليبيا وأفغانستان وغيرهم.
بوزينسكي سخر من وقوف الولايات المتحدة أمام العالم بمظهر المدافع الرئيسي عن القانون الدولي وقال إن الوجود العسكري الأميركي في سورية يعارض أي قواعد وضد أي قانون دولي، مشدداً على أن حقول النفط التي يسعى ترامب إلى نهبها هي ملك للدولة السورية وشعبها ما يعني أن ما تقوم به واشنطن لا علاقة له بالقانون الدولي.
من جانب آخر واصلت الولايات المتحدة الأميركية خرقها القوانين الدولية حيث أدخلت أمس قافلة جديدة مؤلفة من عشرات السيارات والآليات المحملة بمواد لوجستية تستخدم في التحصينات الهندسية العسكرية إلى القامشلي بالحسكة قادمة من شمال العراق.
مصادر إعلامية وأهلية من مدينة القامشلي رصدت دخول قافلة من الشاحنات تابعة لقوات الاحتلال الأميركي إلى القامشلي قادمة من إقليم كردستان شمال العراق تحمل كتلا إسمنتية تستخدم عادة في القواعد العسكرية وشاحنات أخرى تجر صهاريج.
وفي سياق متصل لفت مراسل سانا إلى أن قوات الاحتلال الأميركي تعمل بتسارع ملحوظ لتجهيز قاعدتين عسكريتين وتدعيمهما الأولى قاعدة (هيمو) غرب مدينة القامشلي وأخرى في حقل عودة ببلدة القحطانية شرق المدينة.