يتم ترجمتها بسرعة فائقة على الأرض، حيث رفعت قوات الاحتلال التركي ومرتزقتها الإرهابيون من منسوب اعتداءاتها على المدنيين في الجزيرة السورية، وعمليات التهجير القسري، ونهب الممتلكات لأهالي المناطق التي احتلتها تتفاقم بوتيرة متسارعة، فضلاً عن أن إرهابيي « النصرة» في ادلب، والمدعومين من قبل نظام أردوغان رفعوا أيضاً من منسوب اعتداءاتهم على القرى الآمنة، لتوحيد جبهة العدوان، وهذا يؤشر إلى موجة تصعيد جديدة يحضر لها ترامب وأردوغان معاً.
الخلافات الوهمية بين الجانبين، والتي حاولت واشنطن وأنقرة تسويقها في الفترات الماضية ثبت زيفها خلال لقاء واشنطن الأخير، ووصف ترامب للمجرم أردوغان بأنه «صديق حميم» يختزل كل حيثيات العلاقة - المبنية على استثمار الإرهاب - بين الجانبين، وخاصة أن الكثير من القواسم الإجرامية تجمع بين الطرفين، فكلاهما احتضنا داعش، ويقدمان له كل وسائل الحماية، وكلاهما يعتبران إرهابيي «النصرة» جزءاً من قواتهما المحتلة، ويضعان الخطط والسيناريوهات المختلفة لتسويقهم وفرضهم «كمعارضة معتدلة» في أي حل سياسي محتمل، والأهم من ذلك أنهما يحترفان مهنة اللصوصية والنهب، ولهما أطماع استعمارية يسعيان لتحقيقها، وترامب لم يخف أبداً حقيقة شهوته للسيطرة على حقول النفط السورية، وكذلك أردوغان لم يخف حقيقة أطماعه التوسعية في الاستيلاء على جزء من الأراضي السورية، بعدما سرق ونهب المصانع في حلب، والنفط في آن واحد.
أميركا وباعتبارها المشغل الأساسي لكل أدوات العدوان، ورغم كل الخراب والدمار الذي ألحقته في سورية عبر حربها الإرهابية المباشرة، أومن خلال تنظيماتها الإرهابية، إلا أنها فشلت حتى الآن بتحقيق الأجندات الأساسية التي وضعتها قبل شن الحرب الإرهابية على سورية، ويبدو أنها تحاول اليوم التعويض عن ذاك الفشل، باتباع استراتيجية جديدة تعتمد السيطرة على البنى التحتية، وسرقة المنشآت النفطية، والثروات الوطنية للسوريين، فضلاً عن تصعيد الحصار، وتشديد الإجراءات القسرية، وما يخلف ذلك من عرقلة واضحة لجهود الدولة السورية في عملية إعادة الإعمار، وكل ذلك لإطالة أمد الأزمة، ومنع التوصل إلى حل سياسي لا يتوافق مع أطماعها، أو يحقق بعض المكاسب لشركائها في العدوان.
رغم كل أشكال العدوان الإرهابي الذي تشنه أميركا وأدواتها، ورغم كل الإمكانات التي سخرتها قوى العدوان مجتمعة على امتداد نحو تسع سنوات لتدمير سورية، إلا أن السوريين الذين يحتفون بذكرى التصحيح المجيد اليوم، يدركون أن قوّتهم التي تواجه الإرهاب وداعميه تزداد صلابة، وكما انتصروا في السابق، فالنصر سيبقى خيارهم وقدرهم الدائم.