ناجي الحضوة في المناطق والتجمعات الحرفية (الصالحين - الهلك - جبرين) وكان أملهم أن يلتقوا وزير الصناعة ليبثوا إليه الصعوبات والمعاناة التي تقف عائقاً أمام دوران عجلة الإنتاج ، حيث أشار أصحاب الحرف إلى أن العام الحالي شارف على الانتهاء ومازالت التغذية الكهربائية هي الهاجس الأول والأكبر للمناطق والتجمعات الحرفية، بالرغم من التصريحات التي أطلقها المعنيون في القطاع الكهربائي من أنه سيتم تركيب 500 مركز تحويلي خلال العام 2019 وستكون الأولوية للمناطق والتجمعات الصناعية والحرفية، لكن على مايبدو أن هنالك أولويات أخرى ربما تكون في نظر بعض المعنيين أهم من تشغيل المنشآت الحرفية والصناعية.
ففي تجمع مناطق الصالحين والهلك طالب أصحاب المنشآت الحرفية الخاصة بصناعة الأحذية والجلديات ومتمماتها والبالغ عدد المنتجة منها حالياً نحو 5000 منشأة بضرورة تزويد المنشآت بحوامل الطاقة وفي مقدمتها أسطوانات الغاز الصناعية خاصة في ظل عدم وجود الكهرباء، مشيرين إلى أن الأسطوانات الفارغة متوافرة في السوق السوداء لدى المعتمدين وبسعر يصل إلى 70 ألف ليرة للأسطوانة الواحدة.
كما طالب أصحاب المنشآت التوسط لدى وزارة الاقتصاد لتبسيط إجراءات تصدير الأحذية والجلديات وخاصة لدول الجوار ولاسيما العراق والأردن، إضافة إلى التوسط لدى وزارة المالية لمنح المنشآت إعفاءات ضريبية لحين توافر مقومات الإنتاج.
وكانت منطقة جبرين الصناعية الخاصة بصيانة السيارات هي المحطة الثانية في جولة رئيس الاتحاد العام، حيث أشار رئيس مجلس إدارة المنطقة صفوان عزيزي إلى أن الحرفيين مازالوا ينتظرون تسليمهم المقاسم والصالات، ونقل ملكية هذه المقاسم من مجلس مدينة حلب إلى الحرفيين المكتتبين والمخصصين، ولكن مازال مجلس المدينة ومن خلال تصرفات بعض المعنيين فيه يقف عائقاً أمام تسليم المقاسم والصالات للمخصصين والمكتتبين، مشيراً إلى أنه في حال تزويد المنطقة بالتيار الكهربائي ستباشر 1000 صالة بالعمل والإنتاج في صيانة السيارات، بدلاً من توضعها العشوائي داخل الأحياء السكنية.
الحضوة وفي معرض رده أكد على حرص الاتحاد العام على التواصل الدائم مع أصحاب المنشآت واللقاء معهم في مواقع العمل والإنتاج من أجل التعرف إلى الصعوبات التي تعترضهم والعمل على معالجتها بالتنسيق مع الجهات المعنية في الحكومة، مشيراً إلى أن اللقاء الذي عقد مؤخراً برئاسة المهندس عماد خميس رئيس مجلس الوزراء وحضور عدد من الوزراء كان بمثابة ورشة عمل تخصصية للحرفيين، حيث وجه من خلالها رئيس الحكومة الوزراء المعنيين إلى ضرورة معالجة قضايا الحرفيين وتأمين مستلزمات العمل والإنتاج.وكشف رئيس اتحاد الحرفيين بحلب بكور فرح عن بعض الصعوبات التي تعترض المناطق الحرفية، حيث تحتاج منطقة جبرين الصناعية الخاصة بصيانة السيارات إلى إعادة تأهيل المنظومة الكهربائية بتكلفة 600 مليون ليرة وفق الدراسات التي قامت بها الجهات المعنية في المحافظة، كما أنها بحاجة إلى 650 مليون ليرة من أجل تأهيل البنية التحتية (تعبيد - تزفيت - رديف وعدسات) إلى جانب 214 مليوناً من أجل إعادة تأهيل مركز هاتف جبرين وتجديد الشبكة الهاتفية.
وعبرعدد من الحرفيين عن خشيتهم أن يمضي هذا العام والذي يليه وتبقى مطالبهم حبيسة الأوراق والمراسلات ورهينة مزاجية الجهات المعنية، ومازالوا ينتظرون زيارة وزير الصناعة لمناطقهم الحرفية بحضور التنظيم الحرفي، فهل ستتحقق أمانيهم أم أنهم سينتظرون أعواماً عديدة وأزمنة مديدة.