صديقنا (الأعزب) كان قد سمع بركود أصاب سوق الألبسة الشتوية كحال الركود الذي يصيب جيبه طيلة أيام الشهر مع الفارق طبعاً بين الركودين.. فالثاني مستدام والأول قد يتحرك.
تحرك من محل ألبسة لآخر وعروض التنزيلات تزين الواجهات.. علّه يجد ضالته الشتوية بالسعر الأنسب لجيبه.
هو مصمم على شراء (جاكيت) ليست من البالة.. ولو لمرة واحدة في حياته... تكون (ماركة) تنتسب لعائلة قماش مرموقة و(بنت أصل).. يفتخر بها أمام الأهل والجيران وزملاء العمل.
بعد عناء وغربلة للمحلات عن اليمن والشمال وبعد أن دخل لبعضها مرتين أو أكثر وجد ضالته (الأرخص) ثمناً ومناسبة لراتبه.. دفع صديقنا.. وأفل عائداً وصراع بين الرضا والرفض حول عملية الشراء نشب في فكره المشوش أصلاً... قبل أن يقطع سلسلة أفكاره مشهد سيدة مع أولادها الأربعة وهي في حالة (مفاصلة) على لباس شتوي لأولادها.
ومدفوعاً بالفضول تجاه معرفة ثمن لباس شتوي (ابن ماركات عريقة) لأربعة أطفال توقف صديقنا ومد أذنيه ليكتشف أن المبلغ يقارب الـ (100) ألف ليرة.. وهذا كان كفيلاً بترداده الحمد والشكر على دوام نعمة عزوبيته.. وراح يردد (25) ألف سعر (جاكيتي)... بقي 10 آلاف، ومن عملي الإضافي سأتدبر أمري طيلة الشهر.
خرج مسرعاً من السوق ولم يعرف إذا اشترت السيدة لأولادها أم لا.. لكنه قرر وصاح بصوت عنيف في داخله.. لن ألج عالم (الماركات) من أبواب تنزيلاتها المفترضة.. مع بداية الصيف.. أو حتى الشتاء القادم.. من ماذا تشكو البالة...؟