ورغم العدوان الإرهابي والحصار الاقتصادي الذي استهدف سورية على مدى نحو تسع سنوات وتسخير قوى العدوان كل الإمكانات لتدميرها إلا أن بنية هذا الوطن ونهجه منذ قيام الحركة التصحيحية عام 1970 بقيادة القائد المؤسس حافظ الأسد حصنت سورية ومكنتها من الصمود رغم كل الاستنزاف الذي طالها جراء سنوات الحرب الإرهابية.
نهج التصحيح أرسى دعائم الدولة السورية القوية الحديثة على أساس متين وأصبحت رقما صعبا في مختلف المحافل الدولية، ودولة مزدهرة ذات آفاق وطموحات كبيرة، فأصبح التعليم متاحاً لكل أبناء الوطن وتحولت الدولة من دولة مستوردة للغذاء والدواء والوقود إلى دولة مصدرة إلى عشرات الدول، وصولاً إلى تعزيز قدراتها الدفاعية واستعداداتها العسكرية لتحرير الأرض من الصهاينة المحتلين والذي تحقق جزء منه في الإنجاز القومي المتجسد في الانتصار في حرب تشرين التحريرية 1973 التي أضحت درساً معتمداً في معظم أكاديميات العالم العسكرية.
مسيرة التصحيح استمرت بالازدهار في ظل قيادة السيد الرئيس بشار الأسد منذ عام 2000 مواصلا نهج التقدم السياسي والاجتماعي والاقتصادي والثقافي وتعزيز الديمقراطية في مسيرة التطوير والتحديث وانعكس ذلك على أرض الواقع بتسارع الإنجازات الوطنية والقومية في مختلف المجالات التي رسمت وجه سورية الحديثة وجعلتها قوية أكثر ومنيعة أمام الأعداء.
وفي سنوات الحرب الإرهابية لم تتوقف سورية عن تطوير وتوظيف مقدراتها ومحاولة التخفيف قدر الإمكان من آثار العدوان والإجراءات القسرية أحادية الجانب التي فرضت عليها والعمل على تأمين المتطلبات الأساسية والخدمات ومستلزمات صمود الشعب السوري بالتوازي مع مواصلة تطوير الإدارة العامة وتحديث القوانين والتشريعات ومكافحة الفساد بكل الإمكانات والوسائل.
ومع ذكرى التصحيح يدرك السوريون قوة وطنهم الذي جابه جميع قوى الشر في العالم وانتصر، وهو اليوم أقوى من أي وقت مضى مع تجاوز مختلف أشكال العدوان ليكون عنوان المرحلة القادمة: زيادة العمل والإنتاج في مختلف القطاعات والاعتماد على الذات لإعادة إعمار ما تهدم وبناء الوطن من جديد.