وأكد مجموعة من الخبراء أن التعامل مع الألوان هو تفريغ لما يوصف بالشحنات المكبوتة داخل الإنسان نتيجة الخوف أو القلق أو الاكتئاب.
ويعتقد بعض المحللين النفسيين من زوار المنتدى الذين استطلعت الجزيرة نت آراءهم أن العلاج بالرسم خطوة هامة في مراحل العلاج النفسي, لأنها تعكس تفكير الإنسان بصورة غير مباشرة يفهمها المتخصصون ويضعون من خلالها خطوات العلاج.
واعتبرت بعض الآراء أن الرسم بالتحديد يمكن أن ينقل الإنسان خارج الواقعية, ما قد يعطي للآخرين تصورات حول القوى الخارقة الكامنة في النفس البشرية, وهو ما يولد أفكارا تساعد الإنسان على التخلص من الثوابت المحيطة به, والتي تعوق إبداعه الفني في مجالات مختلفة.
وأيد الرسام الأميركي ألكساندر غري تلك التوجهات في سلسلة من المحاضرات والمناقشات أثناء فعاليات المنتدى, إذ يعد من مؤيدي استخدام الرسم في فهم خفايا النفس البشرية وعلاقتها بما يصفه بالقوى الخفية في العالم, والتواصل مع الآخرين.
ويستدل غري على ذلك بالعديد من الرسوم القديمة التي خلفتها الحضارات عبر العالم مثل الفرعونية والنقوش العربية والفارسية والهندية والصينية مشيرا إلى أن الكثير من تلك الرسوم والنقوش كانت تحمل دلالات دينية وروحانية متعددة.
ويرى مؤيدو هذا الرأي أن إبداع النقوش والرسوم في الحضارة الإسلامية كان بسبب تحريم الإسلام لرسم الأشخاص والإيمان بالغيبيات, فتميزت النقوش الإسلامية عن غيرها بالعديد من الدلالات الروحانية التي تدور حول التوحيد, حسب رأيهم.
ويعتبر الأستاذ في جامعة نيويورك البروفيسور غري, أن الرسم أيضا يمكن أن يركز على ما وصفها ب(قوى خارقة في النفس البشرية( مقدما العديد من اللوحات التي يوضح فيها مفهومه لبصيرة الإنسان, وتغير المجال المغناطيسي المحيط بالجسم البشري أثناء العبادة مثلا أو لحظات الحزن والسعادة.
وفي هذا الإطار يقول الباحث بيتر شارلز رومب إن الأبحاث العلمية المتعلقة بالعلاقة بين الفن والحالة النفسية للإنسان لم تتطور وكادت تتحول نتائج الأبحاث السابقة إلى ثوابت, أما الجديد فيكون في التعامل مع تلك الثوابت وكيفية تطبيقها بشكل إيجابي بدلا من استغلالها -حسب رأيه- للهروب من الواقع