تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


التنمُّر الوظيفي

مجتمع
الأحد 24/8/2008
ملك خدام

استوقفني هذا العنوان وأنا أتابع حلقة مترجمة من برنامج يتحدث عن ملفات محظورة (أو مسكوت عنها) في التلفزيون العربي السوري.

فالتنمر الوظيفي كما جاء في التعريف هو ميل قسم من أرباب العمل إلى الهيمنة على مرؤوسيهم ومضايقتهم بالتسلط والقسوة والتعنيف لدرجة جعلت عددا لا بأس من الموظفين يضطرون (حسب دراسة قامت بها إحدى ضحايا التنمر الوظيفي) إلى ترك العمل ما شكل في النتيجة نسبة تسرب لا يستهان بها من القوى العاملة بسبب خلل في شخصية القائمين على عملهم.‏

اللافت في هذه الدراسة أن من طرحتها وتحدثت عنها خلال الحلقة (سيدة متقدمة في السن) كانت كما قالت خلال فترة شبابها إحدى ضحايا التنمر الوظيفي ثم أفاضت كيف أن رئيستها في العمل كانت تتحين الفرص لانتقادها وتعنيفها ورمي الملفات في وجهها بشكل مهين لدرجة دفعتها كثيرا إلى البكاء والتفكير في ترك العمل وقد تركته فعلا.. ثم انصرفت بعد مضي زمن إلى جمع الحالات والبيانات المشابهة لتجربتها الوظيفية وفوجئت كما تقول بنسبة لم تتوقعها من تاركي الوظيفة لذات السبب الذي تركت وظيفتها بسببه.. وبعد انتهاء هذه الحلقة من الملفات المحظورة اعتقدت خطأ أن هذا شائع فقط في مجتمعات الغرب..‏

فالموظف بمفهومنا يلهث وراء لقمة العيش ولن يترك عمله لأي سبب كان حتى وإن تعرض من قبل مرؤوسه للضرب .. وللمفارقة العجيبة راجعتني بعد أسبوع حالة فريدة من نوعها من حالات التنمر الوظيفي .. بعد أن راجعت (أمينة السر) قسم شرطة عرنوس تحت إدعاء بالضرب من قبل رئيستها (عضو المكتب الاداري) إذ قالت أن في تاريخ الحادثة وبعد خروجها برفقة زملائها عند نهاية الدوام من المكتب قابلتها عضو المكتب الاداري وطلبت منها العودة إلى المكتب لاخراج تقارير نصف سنوية لأمر اضطراري وبالفعل -كما تقول- هي عادت إلى المكتب وأخرجت التقارير المطلوبة وسلمتها لرئيستها في العمل التي طلبت منها الانتظار بحجة أن ثمة خطأ ورد في التقارير.‏

وعندما بينت لها أنه لا يوجد أي خطأ وأنها ستغادر بسبب انتهاء الدوام الرسمي واتجهت إلى الباب بقصد الخروج.‏

تقول المدعية خرجت عضو المكتب الاداري خلفي وأوسعتني ضربا فأحسست بدوار وغبت عن الوعي .‏

يذكر أن -المدعية- فوجئت في اليوم التالي (كما تقول) باستدعائها إلى القسم المذكور لتفاجأ بشكوى ضدها قدمتها بالمقابل (رئيستها في العمل) بعد أن تم ابلاغها من قبل عناصر القسم بشكوى المدعية الأولى ضدها وقدألزمت بناء عليه بتوقيع عقد صلح ودون إتاحة الفرصة لها -كما يقول- لقراءة مضمونه.. وبعد ذلك تضيف القول: أنه بسبب إحساسي بدوار وإقياء وآلام في الرأس توجهت إلى مشفى المواساة وطلبت في حال تفاقم حالتي فتح -ضبط جديد- ولكن القسم -كما تقول- لم يتح لها هذا ولم يحلها إلى الطبيب الشرعي علما أنه ورد في لائحة المعالجة لمشفى المواساة ما يشير إلى تورم وجنتها مع كدمات تحت العين وما تبقى كان طبيعيا.‏

فهل حقا- هو طبيعي -?!! ...‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية