تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


حتى لاتتكرر المأساة..!

نوفوستي
ترجمة
الأحد 24/8/2008
ترجمة:د.ابراهيم زعير

لا تزال العمليات العسكرية التي جرت في منطقة اوسيتيا الجنوبية وابخازيا تحتل مكان الصدارة من الاهتمام في وسائل الإعلام ,

وتتصدر الصفحات الأولى حتى على أنباء الألعاب الأولمبية في بكين وولج شهر آب عام 2008 التاريخ ,وما زالت تطورات الأحداث تتواصل.‏

ولدى تقييم الوضع من جوانب كثيرة سنحاول التوقف عند اثنين منها هي:إن جورجيا فشلت في تنفيذ عملية الهجوم الخاطف على أوسيتيا الجنوبية.‏

ففي النصف الأول من يوم 8 آب حين لم تكن القوات الروسية قريبة من تسخينفالي,وكانت تحليقات الطائرات الروسية قليلة نسبياً,استطاعت القوات الجورجية دخول المدينة من المحاولة الثانية والاستيلاء على قسم كبير منها.‏

من جانب آخر ,فقد أظهرت هذه القوات القدرة على العمل في وضع صعب وتنسيق تحركاتها.لكن تبين أيضاً أن استعدادات ومعنويات رجال المقاومة الشعبية الأوسيتيين الجنوبيين لا تقل أهمية عن ذلك , ولابد من التحدث بوجه خاص وبالتفصيل عن القوات المسلحة الروسية,وعلى الرغم من أن وضع الماكينة العسكرية الروسية ليس كما يجب ,وأنها بدأت لتوها »باستعادة عافيتها« فإنها وكما بينت المواجهات , معدة إعداداً جيداً لمثل هذا المهمات ,فيما يخص الصعيد الاستراتيجي-اتخاذ القرار بسرعة بشأن القيام بالعملية وزج القوات.‏

وكذلك على الصعيد العملياتي-توفر عدد كافٍ من الوحدات والتشكيلات القتالية على مستوى الفرقة والتي تستطيع على سبيل المجاز أن تؤدي مهمتها فور صدور الأمر بالتحرك إلى الأمام ,دون أن تبذل في ذلك جهداً استثنائياً من أجل جعلها في وضع الجاهزية القتالية.‏

وعلى الصعيد التكتيكي ,فإن القيود السياسية والإنسانية ,تغير صورة المعارك,إذ يضطر الجيش إلى تقييد استخدام الأسلحة الثقيلة والطيران,بغية تفادي وقوع خسائر كبيرة من المدنيين.‏

ونذكر من بين النواقص وضع حد لمنظومات الدفاع الجوي الجورجية.‏

إذ تبين أن خسائر الطيران الروسي أكبر مما كان يجب لو جرى إخماد منظومات الدفاع الجوي الجورجية مباشرة.‏

في الوقت نفسه لا بدّ من الإشارة إلى أن الجيش الروسي واجه لأول مرة بعد الحرب العالمية الثانية,خصماً يمتلك منظومات دفاع جوي ذات قدرة أكبر مما لدى المدفعية الصغيرة والأجهزة الصاروخية المحمولة المضادة للطائرات.‏

ولا بد من الإشارة إلى تحركات الأسطول البحري الذي قام بسرعة بإنزال في أبخازيا,وإنه لأول مرة يخوض معركة-بحرية منذ الحرب الوطنية العظمى.‏

وعموماً فإن الحديث عن الوضع العسكري والسياسي الناشئ كان مناسباً,بغض النظر عن الموقف العدائي تجاه روسيا الذي اتخذته الولايات المتحدة وبلدان البلطيق وبولندا معلنة وقفها إلى جانب جورجيا , وتحاول وسائل الإعلام الغربية والأمريكية تشويه صورة الأحداث الواقعية, وكما قال بوتين : إن الموقف الأميركي يتسم بالوقاحة المفرطة فقلبت الأبيض أسود وبالعكس,ما يبرهن بشكل قاطع ازدواجية المعايير الأميركية تجاه الأحداث,وكأنها نسيت مافعلت في يوغو سلافيا والعراق وأفغانستان من قتل وتدمير بحق المدنيين الأبرياء تنفيذاً لمآربها وأطماعها السياسية والاقتصادية والاستراتيجية.‏

بينما تدعو غالبية البلدان الأطراف إلى إيقاف إطلاق النار والعودة إلى الوضع الذي كان قائماً قبل الحرب.‏

ولا بد من الإشارة إلى سلوك هيئة الأمم المتحدة,حيث يقوم فيتالي تشوركين مندوب روسيا الدائم في هيئة الأمم المتحدة بالدفاع بصورة متألقة عن موقف روسيا المبدئي ويتصدى إلى اتهامات روسيا بقيامها بالعدوان ,ويعرقل بذلك تشكيل ائتلاف معادٍ لروسيا.وإذا ما أردنا التنبؤ,فمن الصعب قول شيء محدد في الوضع المتغير بسرعة,ولكن يجب أن نؤكد بأن هدف روسيا العسكري الرئيسي,هو تدمير المعدات العسكرية والبنية الأساسية لجورجيا وسلبها القدرة على خوض عمليات عسكرية فعالة.‏

والتوصل النهائي لطرد القوات الجورجية من جميع الأراضي الأوسيتية الجنوبية وتكوين حزام أمن حول المنطقة,يمنع جورجيا من التفكير مجدداً بالقيام بأي مغامرة عسكرية جديدة ضد أوسيتيا الجنوبية أو أبخازيا,ويمكن القول: إن مثل هذا الحزام الأمني قد أنجز إن كان في أوسيتيا الجنوبية أوأبخازيا.‏

وبطبيعة الحال إن العمليات الروسية,تنتهي تماماً عندما تلتزم جورجيا بالمبادرة الفرنسية الروسية,وتتم عملية استئناف المفاوضات حول وضع أوسيتيا الجنوبية وابخازيا.‏

وتبقى مسألة هامة جداً هي مصير القيادة الجورجية,وتفترض روسيا بأن أحد شروطها الرئيسية في المفاوضات سيكون تقديم عدد من الزعماء الجورجيين إلى المحاكم , إن الحرب الجورجية أظهرت بوضوح تام استعداد روسيا وقدرتها على استخدام الوسائل كافة ومنها العسكرية من أجل الدفاع عن مواطنيها ومصالحها القومية.‏

ولن يؤثر على موقفها هذا,التهديدات التي يطلقها البعض جزافاً وجعجعة ومواقف حلف الناتو غير الموضوعية والمنحازة , وكذلك الموقف الأميركي الذي لم يذكر شيئاً عن إبادة الشعب الأوسيتي الجنوبي على يد قوات ساكاشفيلي ,والتي لم تمر دون عقاب لكي لا تتكرر مأساة شعب آمن.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية