فالإنتاج يتدفق بكميات وافرة لأن موسم الخضار والفواكه الصيفية في ذروته والأسعار رخيصة وتكاد تكون مستقرة وفي متناول الجميع ..
أربعة أيام
ويعرفنا ناصر حميد - تاجر جملة — على سوق الهال وهو السوق المركزي الوحيد لمدينة دمشق وفيه ثلاثة أسواق, الرئيسي للخضار والفواكه ويتكون من 400 محلا لتجارة الجملة والمفرق إضافة لسوقين صغيرين أحدهما للحوم الحمراء والبيضاء والثاني للبزورية والألبان .
وتسير آلية العمل في السوق ضمن فترتين .. الأولى مخصصة لورود سيارات الفواكه والخضراوات من حقول الفلاحين اعتبارا من العاشرة صباحا حتى السادسة مساء وبعدها تأتي السيارات الصغيرة التي تتسوق لأصحاب باعة المفرق في المدينة اعتبارا من الخامسة مساء وحتى فجر اليوم التالي .. وتخضع الأسعار عند الشراء لمزاد علني ويتحدد السعر النهائي حسب الكميات المعروضة زيادة أو نقصانا ونوعيتها وشدة الطلب عليها وقد تتغير باليوم الواحد عدة مرات وتتأثر بالتصدير الخارجي بشكل ملموس لاسيما إلى العراق ..
والعطلة الأسبوعية للسوق هي الخميس وفي أيام العطل يتراجع النشاط ويزداد في اليوم التالي للعطلة وتكثر الكميات المعروضة في السوق ..ويتركز البيع في شهر رمضان على الأيام الأربعة الأولى ليعود كما كان بعدها ويتراجع في العشرة أيام الأخيرة ويكاد يتوقف لأن الناس تنشغل بشراء الملابس والحلويات للتحضير للعيد..
حركة الخضروات
ويعتمد السوق في الخضار الصيفية على إنتاج محافظة درعا بينما الشتوية ترد من المحافظات الوسطى والساحلية إضافة للمستوردة من الدول العربية .
وأجمع تجار سوق الهال أن كمية البندورة الواردة إلى السوق حاليا أكثر من ضعف كمياتها لموسم العام الماضي وإنتاجها يستمر حتى نهاية العام والأسعار ستبقى منخفضة في حال عدم تأثرها بالتصدير أو ظرف طارئ ووصلت أدنى أسعار جملتها إلى ثلاث ليرات للكيلو وحاليا سبع ليرات .
وأيضا إنتاج البطاطا الحورانية هذا العام كان غزيرا قياسا للعام السابق وانتاج العروة الصيفية يستمر من الشهر الخامس حتى التاسع وتوشك على الانتهاء لتأتي البطاطا من جبل الشيخ بريف دمشق ومن محافظة حماة ويتوقع عند ذلك أن يرتفع السعر قليلا عما هو عليه الآن ووصل أدنى سعر للجملة أربع ليرات وحاليا بين 7 إلى 10 ليرات للكيلو .
أما الخيار فإنتاجه يستمر على مدار العام وتتراجع كمياته في الشهرين (7 و8 ) من العام وتزداد خلال الشهرين التاليين ( 9 و 10 ) وأسعاره حاليا بالجملة مابين 10 - 15 ليرة للكغ .
كما تستمر البامية الحورانية حتى الشهر الحادي عشر وسعرها بالجملة مابين خمسين ومائة ليرة , بينما تباع الملوخية المقطوفة مابين 50 و 65 ليرة للكيلو .
أما الباذنجان فالنوع الحمصي نادر والبلدي كمياته قليلة وأسعار جملته نحو 12 ليرة والفليفلة بأنواعها متوفرة ومرتبطة بموسم المكدوس وجملتها مابين 10 و15 ليرة للكغ.
الفواكه
كذلك ومن حسن الحظ تزامن ذروة انتاج العنب بنوعيه البلدي والحلواني مع الشهر الفضيل وأغلب انتاجه من محافظة درعا ويستمر لثلاثة أشهر ( الثامن والتاسع والعاشر ) وأسعار جملته 15 و25 ليرة للكغ بينما تراجع انتاج درعا من البطيخ الذي استمر للأربعة أشهر الماضية وستنخفض كمياته ليحل محله بطيخ محافظتي حماه والرقة وبكميات أقل وأسعاره في بداية الموسم 2 - 3 ليرات وحاليا مابين 5 و8 ليرات ويتوقع ألا يرتفع لأن العنب ينافسه كالمعتاد .
أما التفاح المتوفر بكميات جيدة فانتاجه من السويداء والزبداني والساحل ويستمر من الشهر الثامن حتى الحادي عشر ونوعياته جيدة وأغلبه يحفظ بالبرادات ليباع في فصل الشتاء بأسعار أفضل وسعر جملته تتراوح بين 16 و 40 ليرة حسب جودته والتفاح الأحمر سعره أكثر من الأبيض .
باعة المفرق ..
وبينما حمل عدد من التجار باعة المفرق المسؤولية عن رفع السعر النهائي للمستهلك وعدم الاكتفاء بليرة أو نصف ليرة للكيلو إنما بربح يصل إلى 100% , فإن تجارا آخرين رأوا أن باعة المفرق على حق بأسعارهم لأن الكميات التي يشترونها قليلة وكلفتها مرتفعة نتيجة تلف قسم منها وأجور النقل وغيرها .
ويرى محمد عبد العزيز - تاجر نصف جملة - أن مسؤولية قرار الشراء من الأسواق تقع على المواطن باختياره الشراء من الأسواق الشعبية ذات الأسعار الرخيصة وعدم شرائه من أسواق الأحياء المخملية طالما لها نفس الجودة .. وينصح بعدم شراء كميات تفيض عن الحاجة في رمضان لأن كل شيء متوفر وفي ذروته ..
التسوق الجماعي
ويعتقد محمد العقاد أمين سر لجنة سوق الهال أنه لا خوف من ارتفاع الأسعار في رمضان لأن الموسم لا يزال في ذروته وفورة رمضان في أول أيامه فقط وهو ينصح بالتسوق اليومي لحاجة الناس لأن الخضار عمرها قصير ومتوفرة بكميات كثيرة .
كما يمكن للأسر الكبيرة أو الجيران أو الأقرباء أن يتسوقوا جماعيا وبشكل مباشر من سوق الهال وبنصف القيمة كالبطاطا والبندورة وغيرهما من حاجات الأسرة برمضان أو خارجه ..