|
يخدعون أنفسهم! حدث وتعليق تشير وقائع التاريخ إلى أنه مالم يتم اجبار قوات الاحتلال على الخروج بالقوة, فإن نقطة ادراك عدم جدوى استمرار الاحتلال, تأتي عندما تزيد أكلافه على المنافع المتوقعة منه. إذاً, هناك حاجة ماسة لإجراء تحليل منطقي للأرباح والخسائر, لوضع نهاية للعنف غير المسبوق الذي يلف الشرق الأوسط برمته في الوقت الراهن, بيد أن المشكلة في هذا السياق هي أن الأجندة السياسية لإدارة بوش لا تعترف بالتحليلات المنطقية , كما أنها تعتبر أن العناد يمثل نوعاً من القيادة. مع ذلك نقول إن موضوع اجراء تحليل للأرباح والخسائر في العراق مازال يمثل مسألة ملحة للإدارة الاميركية , السؤال هنا هو: هل تبرر المنافع التي يمكن للولايات المتحدة أن تكسبها من الحرب ومن الاحتلال, التكاليف المتزايدة المرتبطة بذلك?. إذا ما وضعنا الأهداف غير المعلنة للاحتلال جانباً هل يساوي تحقيق تلك الأهداف الأخرى حياة أكثر من 4500 جندي أميركي لقوا حتفهم في الحرب إضافة إلى عشرات الآلاف من المصابين? وهل تساوي مبلغ 800 مليار دولار التي أنفقتها الولايات المتحدة على حربها واحتلالها حتى الآن?. وهل تساوي حياة أكثر من مليون عراقي قتلوا أثناء المعارك وفي عمليات إرهابية مختلفة?. وهل تساوي العنف الذي أصبح يلف المنطقة برمتها?. إن السلام الموعود في المنطقة لم يتحقق كما هو واضح حتى الآن, كما أن الديمقرطية مازالت حلماً بعيد المنال, أما الحرب على الإرهاب فقد جلبت للعراق إرهاباً أكبر مما كان يعانيه من قبل. ومن الواضح أن بوش ووزيرة خارجيته كوندوليزا رايس وأركان إدارته لايفضلون اجراء تحليلات منطقية للأرباح والخسائر, لذلك فإن الاحتمال المرجح هو أنه سيمضي قدماً في خداع نفسه, في ذات الوقت الذي تزداد فيه نيران العنف في فلسطين والعراق اشتعالاً ,لتفاقم من خطورة الأوضاع بالنسبة لكل شعوب المنطقة.
|