تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


الحرب ضد التطهير العرقي

الانترنت موقع infomation clearing house
ترجمة
الأحد 24/8/2008
ترجمة:ليندا سكوتي

قبل بزوغ الشمس ,استيقظ نادر علوان من سباته على رنين الهاتف ليخبره جاره بضرورة الاسراع بالذهاب إلى منزله الذي شارف على الإنجاز,وما إن اقترب من الموقع حتى وجد أن البلدوزر قد اكمل هدم جدران المنزل الذي أضحى ركاماً.

ولم يتسن له الوصول إليه لأن أكثر من مئة جندي اسرائيلي كانوا يحولون دون اقتراب السكان من مواقع الهدم.‏

إن الدمار الذي حل بمنزل علوان منذ أربع سنوات جعله مع زوجته وطفليه دون مأوى,ولم يجد سبيلاً لحل معضلته سوى اللجوء إلى أخيه والإقامة في بيته بغرفة واحدة, وبذلك فقد علوان المنزل وكل مدخراته التي انفقها في بنائه الذي تم تدميره على يد القوات الاسرائيلية.‏

لم يكن منزل علوان الوحيد الذي لاقى هذا المصير ,بل كان ثمة عشرات العوائل الفلسطينية في قرية عيناتا الواقعة في ضواحي القدس الشرقية هدمت منازلهم,ومئات آخرون الصقت أوامرالهدم على بيوتهم,أما علوان البالغ من العمر 37 عاماً فقد قال»إنه وكافة جيرانه لا يملكون تراخيصاً بالبناء« ,وذلك ما أوقع الفلسطينيين في معضلة عصية الحل.‏

وقد عبر حاتم عبد القادر مستشار سلام فياض رئيس الحكومة الفلسطينية عن ذلك بقوله:»إن الوضع مأساوي بشكل كبير في منطقة القدس الشرقية,لأن (اسرائيل )ترفض إعطاء تراخيص البناء لحوالي 250000 فلسطيني فيها,الأمر الذي أدى إلى اعتبار 20000 بيت(تم تشييده منذ عام 1967) غير شرعي.‏

ففي السنة الماضية,أصدرت بلدية القدس أكثر من ألف قرار هدم لمنازل اعتبرتها غير شرعية,ومما يجدر ذكره وجود 3 من أصل 4 من منازل للفلسطينيين قد تم بناؤها بدون تراخيص.يقول جيف هالبير رئيس لجنة المناهضة لأعمال الهدم:»إن حجة البناء غير المرخص التي تدعيها السلطات لهدم بيوت الفلسطينيين ,ما هي في الواقع إلا ذريعة لتدمير حياة العائلات القاطنة فيها,وإنها تشكل جزءاً من السياسة الاسرائيلية لمنع توسع الفلسطينيين في القدس وحولها ,ومنح الأراضي للمستوطنين بهدف استغلالها«.‏

أوفدت منظمة هالبر 40 متطوعان دولياً لمساعدة علوان في إعادة بناء منزله وإلقاء الضوء على ما يجري من تطهير عرقي في القدس الشرقية,وقد تم تنفيذ البناء في غضون أسبوع بتمويل من الحكومة الاسبانية ,وبمشاركة من 18 متطوعاً اسبانياً.‏

واستطرد هالبر»إنها المرة الأولى التي تدعم بها حكومة عملية إعادة بناء منزل فلسطيني مخالف هدمته السلطات الإسرائيلية«.‏

إن عملية هدم المنازل التي نهجتها السلطات الاسرائيلية كانت بحجة قيام بلدوزرين يقودهما سائقان فلسطينيان بالتسبب بمقتل ثلاثة وجرح العديد من الاسرائيليين,وعلى الرغم من قتل هذين السائقين,فقد عمل المسؤولون الاسرائيليون,ومنهم ايهود باراك وزير الدفاع للإيعاز بهدم منزليهما,وتشريد اسرتيهما,بادعاء ردع الآخرين عن اتباع ذات الأسلوب.‏

يقدر هالبر بأن 1800 منزل قد تم تدميرها خلال أربعة عقود من الاحتلال ويحتمل أن يكون عدد المنازل التي تم هدمها يزيد عن الأرقام الرسمية المعلنة,لأن الكثير من الأعمال لم يعلن عنها,وقام بها الفلسطينيون أنفسهم خشية لما يفرض من غرامات باهظة عليهم.‏

ويضيف هالبر أن معظم تلك العمليات تمت لمبان طابقية يقطنها عدد من العائلات,وذلك يعني أكثر من 100000 فلسطيني أصبحوا مشردين بسبب السياسة الاسرائيلية.‏

منذ تشكيل اللجنة الاسرائيلية المناهضة لأعمال الهدم تم إعادة البناء ل150 منزلاً وذلك بهدف لفت نظر المجتمع الدولي والاسرائيلي لهذه القضية,ولكن توطيد العلاقة بين الاتحاد الأوروبي و(اسرائيل )أدى إلى احجام هذا الاتحاد عن الاستمرار بتمويل المشروع.‏

إن وجود معسكرات لمساعدة الفلسطينيين ربما ساهم في تغيير نظرة العالم إلى الشعب الفلسطيني,فقد قال أحد الطلاب المشاركين في المعسكر بأنه تفهم الفلسطينيين بظل الاحتلال بشكل أكثر وضوحاً عندما اقترب منهم,وإن تصرفات الاسرائيليين لا تزيد الفلسطينيين إلا بؤساً.لقد قمت باستضافة المتطوعين في مركز السلام في عيناتا المشيد في موقع منزل سالم شوامرة الذي سبق أن هدم أربع مرات من قبل السلطات الاسرائيلية وقد وضعت صورة راشيل كوري(التي قتلت أثناء معارضتها لقيام بلدوزر اسرائيلي بهدم منازل في غزة) في أحد أطرافه.‏

يقول شوامرة»ليتخيل أي إنسان في العالم بأن أطفاله قد عادوا من المدرسة ووجدوا منزلهم قد هدم وأصبح ركاما,وحياتهم تغيرت كلياً,إن هذا الأمر قد حدث مع أطفالي لمرات أربع,فهل هناك من وحشية أكثر من ذلك?«.‏

يقع مركز السلام في منطقة تشرف على مركز للشرطة الاسرائيلية,وعلى مستوطنة معاليم أدوميم التي يعتبرها الفلسطينيون وجماعات حقوق الإنسان الاسرائيلية بأنها تقسم الضفة الغربية إلى قسمين, وعلى مقربة من جدار الفصل العنصري والطريق الجديد المنشأ لمصلحة الاسرائيليين فقط.‏

لقد تم تأجيل هدم مركز السلام بشكل مؤقت على الرغم من صدور قرار في ذلك.وفي هذا السياق يقول هالبر إن القضاة قد أجلوا تنفيذ قرار الهدم لأن مجموعته قد هددت بعرض الموضوع على محكمة العدل الدولية في حال الإصرار عليه.‏

* بقلم:جوناثان كوك‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية