أسرار صناعة اللغة
ملحق ثقافي 25/3/2008م عن دار كيوان في دمشق، صدرت دراسة مقارنة بعنوان (أسرار صناعة اللغة) للدكتور محمد مصطفى. وقد قدم الدراسة محمود الفاخوري عضو مجمع اللغة العربية بدمشق، قائلاً:
«اللغة العربية كائن حي يخضع لعوامل النشوء والارتقاء، والتبدل والتطور، فتولد كلمات جديدة، وتضمحل أخرى قديمة، ويطرأ التحول أو التغيير على بعض الأصوات والحروف في الكلمة الواحدة إبدالاً وإعدالاً. وهذا هو شأن اللغة العربية التي لا تخرج عن تلك القوانين التي تنظم اللغات عامة». ويبدأ المؤلف بتمهيد عن عمق جذور اللغة العربية وأصلها السامي وعن قدرتها على استيعاب علوم العصر وتطبيقاتها إذا أخلص أبناؤها العمل. ثم يبدأ المؤلف بالتعريف باللغات السامية، حيث يقول: «هي مجموعة من اللغات يرجع اسمها اصطلاحاً إلى سام بن نوح، وأول من أطلق هذه التسمية هو العالم الألماني شلوتزر، عندما كان يبحث في نهاية القرن الثامن عشر عن تسمية مشتركة للغات العربية والحبشية». تنقسم اللغات السامية إلى ثلاثة أقسام: اللغات الشمالية الشرقية وتشمل الأكادية بلهجتيها البابلية والآشورية؛ واللغات الشمالية الغربية وتنقسم إلى مجموعتين: الكنعانية والآرامية؛ واللغات الجنوبية وتنقسم إلى: العربية الشمالية والعربية الجنوبية والإثيوبية. وعن أصل اللغة العربية ونشأتها يرى الكاتب بأنها لغة اكتسبت اسمها من الأعراب أو العروبة أو العروبية أي أنها لغة الفصاحة والبيان والوضوح، وقد عدها كثير من الباحثين من علماء اللغات أم اللغات السامية وأصلها ومرجعها. ويستعرض الكاتب بعض اللغات السامية، وفي مقدمتها اللغة الكنعانية القديمة، وأقسامها التي تشمل الأوغاريتية والفينيقية والعبرية. ثم بعد ذلك يتحدث الكاتب عن الحروف الهجائية العربية كلها وما يكون بينها، أو ما كان، من تبادل صوتي أو تغيير في لفظ الكلمة، وما قد يتبع ذلك من تطور أو تحول جزئي أو كلي في معنى الكلمة نفسها. يقول محمود الفاخوري: «وبذلك حوى هذا الكتاب جملة من المعارف اللغوية والنحوية والصرفية، فضلاً عن موضوعه الأصلي، وهدفه الذي ألف من أجله، وهو الكشف عن أسرار صناعة اللغة، سالكاً إلى ذلك سبلاً مختلفة وطرائق شائقة وفق منهج سديد وخطة محكمة».
|