تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


لماذا تصر إدارة بوش... على تجاهل (كيوتو)?

لوفيغارو
ترجمة
الأربعاء 23/2/2005 م
ترجمة : مها محمد

ان دخول معاهدة كيوتو حيز التنفيذ سلط الضوء على العزلة الدولية للولايات المتحدة بسبب رفضها المسبق التوقيع عليها حتى ان اصواتا معارضة وتناقضات داخلية في الولايات المتحدة تنامت كثيرا بهذا الخصوص.

اذ ان ادارة بوش لم تمنع فقط بقية الدول من العمل للحد من الانبعاث الحراري بل اخفقت وبشكل مزعج بكل الخيارات التي وعدت بها.. وهذا التصرف الامريكي كان احد الدلائل على سياسة التفرد الامريكية الجديدة فمنذ عام 2001 وبعد اشهر من وصوله الى البيت الابيض قرر بوش الانسحاب من مشروع كيوتو الذي كان سلفه كلينتون قد وقع عليه عام .1997‏

تعتبر الولايات المتحدة من اكثر الدول المسببة للتلوث وتستهلك ربع الطاقة في العالم والاسباب يجب ان تكون حافزا للحكومات للتوقيع على المعاهدة واولها الولايات المتحدة اذ ان هذه المعاهدة ستفرض على ثلاثين دولة صناعية تخفيض انبعاث الغازات بمقدار 5,2% حتى حلول عام 2012 لان هذه الدول تعتبر مسؤولة عن تسخين حرارة الارض فحرارة المحيطات ترتفع ومنذ اربعين عاما, بمعدل نصف درجة في السنة ,ومع ان الجمهوريين والديمقراطيين كانوا قد اتحدوا لابداء الرأي والفصل بهذا الموضوع إلا انه على مستوى الحكومة و الادارة ودون ادنى شك لم يتم الاقرار من قبل الكونغرس الامريكي لان الالتزام بإنقاص الانبعاث الحراري بمعدل 7% عن المستوى الذي كان عليه عام 1990 سيكلف الولايات المتحدة مليارات الدولارات وجهود 5 ملايين عامل حسب تحليلات الحكومة وبدلا من الاقتناع باقرار البروتوكول اصبح رفضه نموذجا لمسارات متباعدة اتبعتها الادارة الامريكية وغالبية شركائها.‏

هذا ما اشار اليه دافيد اغناتيوس في افتتاحية واشنطن بوست تحت عنوان ( المناخ العدائي) . وبعد ان اعتبرت 140 دولة هذا الاجراء مأخذا على واشنطن, لان امريكا سبب في انبعاث 40% من الغازات في البلدان الصناعية و 21% من الانبعاث العالمي, يعود جورج بوش ويدعي استئناف الحوار المتعدد الاطراف لكن تعود القضية من جديد لتبدو وكأنها رهان .‏

رسميا: لم يتغير الوضع الامريكي وارتفاع حرارة الارض يغدو مشكلة اكثر تعقيدا وتتطلب دراسة اكثر من اي وقت مضى , وعلى غرار لوبي البترول القوي ( جماعة الضغط النفطية) في ظل نفوذ بوش واعوانه امثال ديك تشيني فإن الاوساط الصناعية ألقت عن كاهلها تحمل اي مسؤولية مع ان الاقتصاد الامريكي بما فيه المصانع مسؤول عن 25% من انبعاث الغاز في الكرة الارضية.‏

وتحذر وكالة البيئة الفيدرالية EPA من خلال موقعها على الانترنت (ان العديد من احواضنا الطبيعية بات مهددا بالتلوث والتلف النهائي بسبب هذا التسخين المناخي) .‏

ان التفاوت في الرأي وتردد ادارة بوش ادى الى نتائج هزيلة وبرنامج (زعامة المناخ ) المطروح منذ عام 2002 لدفع المصانع الى انقاص غازاتها الضارة المنبعثة بمقدار 10% خلال عشر سنوات لم يشمل إلا خمسين مصنعا من بين آلاف المصانع المسببة للتلوث .‏

وها هو جورج بوش يقترح مشروع ( السماء النقية) مدعيا انه سيخفض نسبة الغازات الملوثة 70% ولكن سوف لن يتم ذلك قبل عام .2018‏

اصوات معارضة كثيرة تعالت بهذا الشأن حتى انه صدرت رواية جديدة حول هذا الموضوع للكاتب مايكل كريشتون تجعل حقيقة التغير المناخي موضع تساؤل كما اثارت جدلا اعلاميا وعلميا كبيرا عنوان الرواية (دولة الخوف) وقد تصدرت لائحة المبيعات بعد صدورها بشهرين مؤججة الخلاف بين العلماء والطبقة السياسية .‏

حيال ما يحصل فقد اراد كل من السيناتور جون ما كان عن الجمهوريين وجوليبرمان عن الديمقراطيين اتخاذ اجراءات اكثر صرامة لعملهم يصلون ولو الى بدايات تتوافق مع نظام تبادل منسجم مع النموذج الاوروبي وقد يكون بداية لتقارب اطلنطي .‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية