إلا أن النسب المئوية والتي أثارت إعجاب البعض يجب ألا تغفل حقيقة أن هناك نسبة كبيرة قد حرمت من حقها الشرعي بالإدلاء بأصواتها وقد نسب ذلك إما للخوف من الإرهاب والعمليات الإرهابية أو عزلهم أو لكلا السببين رغم ذلك كانت التوقعات تشير إلى مصاعب حقيقية واجهت عملية الانتخاب ,وأغلب العراقيين العاديين الذين شاركوا كانوا في معظمهم مما لزم الصمت لأجل طويل فتحدوا التهديدات وخرجوا للإدلاء بأصواتهم من أجل نظام سياسي يضع حداً للفوضى ,تلك هي الرسالة التي يتوجب على الجميع القبول بها. إن العديد من الصراعات السياسية لا تزال قائمة وقابلة للانفجار في أي لحظة وعلى الرغم من ذلك فإن كل من ادعى أنه كان يحارب ويقاتل باسم الشعب العراقي عليه الآن أن يدرك أن حرية التعبير عن الإرادة الشعبية قد أظهرت وبشكل واضح أن الشعب العراقي يفضل أن تخاض تلك المعارك على وجه الحصر في ميدان بنيوي صحي هادىء .
إننا لانتردد من خلال هذه السطور في نقد إدارة بوش وسياسته في العراق ولا تزال العديد من الشكوك تتملكنا حيال السياسة الاميركية برمتها ومع ذلك تبقى النتائج مرهونة بالخطوات اللاحقة.
إن كل الهفوات والأخطاء يجب أن تصحح وعلى وجه الخصوص الإبعاد غير الضروري لبعض الطوائف وقياداتها التي يجب أن تستدعى ,ويكون لها دورها بشكل فوري حالما تحصى الأصوات الناخبة بشكل كامل وحالما تبدأ عملية صياغة الجزء الأساسي للدستور إلى التعيينات الجديدة وعندما تستهل الحكومة الجديدة عملها.
إن هذا الانتخاب يعد ناجحاً فقط إذا استطاع أن يوحد العراق ويجنبه الخوض في حرب أهلية وإذا استطاع جذب شريحة واسعة من العراقيين تأخذ على عاتقها الدفاع عن العراق الموحد وعن نفسها والتصدي لأعدائها.
بمعزل عن عون القوات العسكرية الأميركية.
أصبح من السهل تصور ذلك اليوم رغم أنه لا يزال يبدو بعيد المنال حتى يومنا هذا, إن من قام بالاقتراع لم يكن يأمل أن تفضي الانتخابات الى تشكيل الدولة المنتظرة والعديد وليس الكل- من القادة العراقيين قد كرروا القول إنهم يريدون العمل من أجل تشكيل دولة غير خاضعة لحكم أو سيطرة رجال الدين حيث بإمكان كل الطوائف وشرائح المجتمع العراقي أن تأخذ نصيبها من المشاركة في مثل هذه الدولة. إن ما سيحصل فيما بعد يعتمد وبشكل أساسي على ما بقي من حكمة واسعة ورؤية لتمثيل مختلف أطياف الشعب العراقي ولا سيما أولئك الذين شعروا بالغبن وبأنه قد تم تهميشهم بصورة غير عادلة .
على السياسيين العراقيين مواجهة التحديات الخاصة بهم حيث إن مستقبل العراق سيكون في انتظار رؤية استجابة العراقيين لنتائج الانتخابات .
وأخيراً :إن المقترعين بالاضافة الى الملايين ممن دعوا الى مقاطعة الانتخابات أو ممن همشوا أو عزلوا بحاجة الى قادة سياسيين يمثلونهم من أجل الدفاع بهدوء وبشكل سلمي لأجل منفعتهم ولأجل مشاركة عادلة في السلطة الدستورية العراقية وجمعيتها التشريعية.