حضرها وشارك فيها الاستاذ الدكتور محمود السيد وزير الثقافة والدكتور بسام جانبية امين فرع الحزب والمهندس علي احمد منصورة محافظ السويداء وعدد من الادباء والفعاليات الاجتماعية والمدعوين واسرة الفقيد واقاربه , والقيت في الحفل العديد من الكلمات بدأها الدكتور ثائر زين الدين مدير الثقافة بكلمة قال فيها :
لقد كان بيت نعمان حرب مركزا ثقافيا رديفا لمركز السويداء يوم لم يكن في المحافظة الا بضعة مراكز متناثرة وكان بيت نعمان حرب فرعا لاتحاد الكتاب العرب قبل ان يفتح الاتحاد فرعه عام خمسة وثمانين وتسعمائة وألف وهناك كان لنا نحن الادباء الشباب ان نتعرف على العديد من الشعراء والكتاب الكبار والهامين من سورية والمهجر لقد كان وجود الرجل نعمة للاقلام , فكم اخذ بيد غضة وموهبة بكر فدفع بها الى المنابر او الى الصحافة او النشر فيما بعد وكم تحمل جراء ذلك من ماله .
ترجع معرفتي بالفقيد الى خمس وعشرين سنة فلقد عرفته في مطلع الثمانينيات فعرفت فيه الدماثة والتهذيب الجم والعاطفة النبيلة والانتماء القومي الاصيل وان كنت انسى فلا يمكنني ان انسى الاتصال الهاتفي الذي قام به الاديب الراحل نعمان حرب في مساء احد الايام في الثمانينات اثر صدور عدد من جريدة البعث وكان عنوان حديث الصباح فيه قليلا من الحياء القومي واتصل بي الاستاذ المرحوم نعمان حرب مهنئا و مبديا اعجابه بالمقال وراجيا ان ينشره في مجلة الثقافة ايضا وكان واحداً من المستشارين لها ولم يكن هذا التصرف منه الا بدافع من اعتزازه بلغته وقوميته العربية وحماسته لها ولكم نحن بامس الحاجة الى امثال نعمان حرب المعتزين بلغتهم والمنافحين عنها امام عولمة تروم امحاء هويات الشعوب وثقافتها بغية فرض ثقافة واحدة على النطاق العالمي تقضي على خصوصيات الشعوب والامم .. لقد كان نعمان حرب غزير الانتاج وقف اغلب نتاجه الادبي على الادب المهجري اذ انه اصدر السلسلة المشهورة عن الادب المهجري وعنوانها (قبسات من الادب المهجري) اشتملت على عشرة كتب لأدباء عاشوا في الارجنتين والبرازيل.
واذا كانت حياة انسان تقاس بما عمل وقدم لوطنه وللناس وبما ترك من اثار في مجالات عديدة فأية حياة غنية تلك التي عاشها من نؤبنه اليوم , ما ذهبت اليه مرة الا فتح ابواب روحه وذاكرته ومكتبته.. لانه كان يؤمن بالتنوير بأرقى معانيه وهو ان حريتك تبدأ من الاعتراف بحرية الآخر وليس من رفضها .. وانت عندما تقول رأيا لابد ان تحترم الرأي المختلف ولا تصادره وكم اتمنى على الاقربين جمع رسائله لأنها كثيرة بكثرة اصدقائه ولم تكن رسائل عادية وانما كانت نصوصا عميقة في شتى جوانب الحياة ,الوطن , العروبة, الثقافة, المجتمع , الادب الانساني فهو احد نماذج الرجال متعددي الابعاد ..ونحن نتذكر هذا الرجل يقلق الروح سؤال : كم واحد من ابناء جيله فعل مثل ما فعل ? هل يمكن ان يكون قدوة بجوانبه المتعددة مناضل ,كاتب وطني منصف المظلومين, مشجع للمواهب .رحل.. وفي ارواح بعض عشاق الكلمة الجميلة شيء منه ..رحل وفي كل بيت قدم شهيدا للوطن شيء منه.. رحل وعند كل مسافر يحمل وطنه ولغته في قلبه شيء من نعمان حرب وذلك كاف لأن يكون بيننا دائما ..
كما اقام التجمع الادبي بالسويداء حفلا تأبينيا للمرحوم تحدث فيه عدد من الادباء فقدموا دراساتهم وشهاداتهم بالراحل الذي كان احد الاعضاء المؤسسين للتجمع الادبي في المحافظة التي تناولت اثار الراحل وسيرته الزاخرة بالعطاء الذي تم تكريمه من قبل لجنة البحوث في فرع اتحاد الكتاب العرب كرمت نعمان حرب عام 2002 بحضور د. علي عقلة عرسان رئيس الاتحاد ود. حسين جمعة العضو المقرر في لجنة البحوث في مقر فرع الاتحاد في السويداء وجاء في كلمة الاستاذ اسماعيل الملحم رئيس فرع اتحاد الكتاب :وتقدر له رابطة احياء التراث العربي في استراليا جهده الثقافي هذا فتمنحه اول وسام جائزة جبران خليل جبران التي منحت فيما بعد بواسطته الى كل من مدحت عكاش وعبد اللطيف اليونس .
وقدم شقيق الكاتب حرب الدكتور امين حرب كلمة شكر فيه السيد الوزير والسيدين امين فرع الحزب ومحافظ السويداء ورجال الدين والحضور الكرام مؤكدا ان في تكريم الراحل نعمان حرب تكريماً للعطاء وللقيم النبيلة.