تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


أكثر من 12 ألف مادة كيميائية سامة...تستخدم في التطبيقات الصناعية

بيئة
الأربعاء23/2/2005 م
جمال عاشور

أقامت الجمعية الكيميائية السورية بالتعاون مع جامعة البعث الاسبوع الثقافي الكيميائي السادس تحت عنوان (السلامة في تخزين وتداول المواد الكيميائية).

وألقى الدكتور رشدي مدور رئيس قسم الكيمياء في الجامعة محاضرة حول التعامل مع المواد الكيميائية السامة, تحدث عنها (للثورة) قائلاً:‏

لا يمكن تصور أي نشاط للإنسان اليوم إلا ويتعلق بشكل مباشر أو غير مباشر بتأثير المواد الكيميائية على جسمه.‏

خاصة وأن عدد هذه المواد في ازدياد مستمر وفقاً لتقديرات منظمة الصحة العالمية إذ يستعمل في التطبيقات الصناعية حوالى نصف مليون مادة كيميائية ومن بينها /4000/ مادة تتمتع بخواص ضارة للإنسان ومن ضمنها /12000/ مادة سامة.‏

ˆ ما هي المواد الكيميائية السامة?.‏

قبل ذلك لا بد من تعريف السم. وهو أي مادة إذا دخلت الجسم بكمية كافية أحدثت فيه اضطراباً مؤقتاً أو دائماً أو أدت إلى الوفاة.‏

ويتميز التسمم بأن أعراضه تتدرج في أكثر الاحيان وتتناسب شدتها مع نوع ومقدار السم الداخل للجسم.‏

ومن المتفق عليه أنه ليس هناك مادة كيميائية أمينة كلياً, وبالمقابل ليس هناك مادة كيميائية يمكن اعتبارها ضارة بكل ما في الكلمة من معنى, على سبيل المثال:‏

إن وضع ملح الطعام بكميات كبيرة غير معتمدة في الاغذية في دار للرعاية أدى إلى الموت الجماعي للأطفال.‏

وهكذا يحدد التأثير السام للمادة الكيميائية بالعلاقة بين جرعة المادة والاستجابة التي تحدث في النظام البيولوجي.‏

وقد تم تصنيف السموم حسب مصادرها, فمنها السموم الاكالة مثل الاحماض والقلويات المركزة والسموم المعدنية مثل أملاح الزئبق والرصاص والزرنيخ والسموم النباتية مثل أشباه القلويات والديجيتال وعش الغراب والسموم الغازية مثل أول أكسيد الكربون وكبريتيد الهيدروجين وغازات الحروب والسموم الطيارة كالكحول والبنزين والمبيدات الحشرية بالاضافة إلى السموم الحيوانية مثل سم العقارب والثعابين والعناكب.‏

ˆ كيف يدخل السم إلى الجسم ويخرج منه?.‏

يتبع السم دورة خاصة في الجسم حيث يدخل إليه بطرق مختلفة ويجول في الدم ثم يؤثر على بعض الاعضاء وينقلب إلى مركبات أخرى تطرد بعد ذلك إلى الخارج, وعند وصول السموم إلى الدم فإنها لا تلبث أن تستقر في بعض الاعضاء حسب نوعها, فالكبد يستقر به عدد كبير من السموم, مثل السموم المعدنية (الزرنيخ والرصاص) والبنزين يتركز في النخاع العظمي والمنومات والمبنجات تستقر في الجهاز العصبي. بينما يتركز الديجيتال في العضلة القلبية, كما أن المبيدات الحشرية تتركز في الانسجة الدهنية.‏

وتتعرض السموم بعد دخولها الجسم إلى عدد من التحولات, تحولها إلى مواد أكثر استقطاباً يسهل طردها خارج الجسم وتفرغ السموم من عدة طرق أهمهاالطريق البولي والصفراوي, كما أن السموم الغازية والطيارة تفرغ عن طريق الرئتين, كما وأن الزئبق يفرغ عن طريق الامعاء الغليظة واللعاب كما يساهم العرق واللبن في إفراغ بعض السموم, إلا أن طريق الكلية تبقى الطريق الرئيسي لإفراغ السموم بشكل عام.‏

ˆ وهل هناك عوامل تساعد على حدوث التسمم?.‏

هناك عوامل وراثية وتعود إلى ضعف الانزيمات اللازمة لاستقلاب المادة السامة.‏

وعامل العمر مهم وتكون شدة السمية عند الاطفال والشيوخ أكبر من البالغين.‏

كما أن الحالة الصحية للمتسمم تلعب دوراً كبيراً, كالمصابين بقصور الكبد أو الكلية لعدم قدرتهم على استقلاب السموم ما يزيد تأثيرها على الجسم.‏

هناك عامل التعود على السم حيث أن تناولها بمقادير قليلة ومتدرجة في الزيادة بفترات متباعدة نوعاً ما يؤدي إلى تعود الشخص أي أن جسمه يصبح مقاوماً لتأثير هذه المادة السامة.‏

ˆ ما هي أشكال التسمم بالمواد الكيميائية وأعراضه?.‏

هناك نوعان: الاول التسمم الحاد وفيه يتعرض الشخص لجرعة واحدة كبيرة من السم خلال فترة لا تتجاوز 24 ساعة وهنا تظهر الاعراض بسرعة كبيرة وتنتهي بالوفاة إذا لم يسعف المتسمم.‏

أما النوع الثاني: التسمم المزمن وفيه يتعرض الشخص لجرعات صغيرة متتالية من السم خلال مدة طويلة من الزمن قد تمتد لعدة سنوات يتراكم السم في الجسم وفي هذه الحالة تزداد نسبته تدريجياً حتى تبلغ حداً كافياً لظهور الاعراض المرضية.‏

ˆ كيف يمكننا معالجة التسمم عند حدوثه?.‏

< ليس من الضروري الوصول إلى تشخيص دقيق لنوع السم قبل البدء في العلاج, بل الواجب التمييز بين التسمم بالسموم الأكالة والتسمم بغيرها في بادىء الامر , ويعرف ذلك من تاريخ الحالة الذي يدل على ظهور أعراض الالم المحرق من الفم إلى المعدة والقيء المتوالي بمجرد تناول السم.‏

كما يعرف أيضاً من وجود علامات تآكل على الملابس وحول الفم والرقبة وفي الشفتين وداخل الفم والحلق.‏

فإذا كان السم من النوع الأكال كان العلاج قاصراً على إعطاء الترياق (المضاد للسم) الذي يكون غالباً مواد ملطفة أو حامية للأنسجة من ازدياد التآكل كاللبن وزلال البيض.‏

وإذا استثنينا السموم الأكالة فإن علاج الحالة يكون بإخراج السم من المعدة وذلك بالقيء أو غسيل المعدة ثم وقف امتصاص السم.واستخدام الترياقات للتخلص من الآثار السيئة.‏

ˆ الدكتور رشدي كيف يمكننا إخراج السم من الجسم بعد دخوله?.‏

هناك عدة حالات لطرد السم أهمها الافراغ الكلوي - الغسيل البريتوني - الغسيل الدموي - جهاز تنقية الدم بالامصاص. أما عن معالجة الاعراض الناتجة عن تناول السم فهي إعطاء مسكنات في حالات الالم ومهدئات في حالات التشنجات واستخدام التنفس الصناعي في حالة الفشل التنفسي.‏

تعليقات الزوار

صلاح الدين أحمد الشريف |  salah_kimia@yahoo.com | 20/01/2007 19:15

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته كيف حال صحتك يا أ. جمال عاشور اشكرك ان افدتنا بهذه المقالة ، . واود ان انوه لحضرتكم انني مهتم بهذا الجانب ، حيث اقمت محاضرة عن السلامة في المعامل وأشرت فيها إلى هذه المادة من العلم وهي خطر المواد الكيميائية ، فإذا كان لديك معلومات أكثر عنها فهل تتكرم بارسالها لي ، وأكون جد ممتناً لك. أو عنوان الدكتور رشدي مدور . اخوكم صلاح الشريف ،جامعة قاريونس - بنغازي - ليبيا

مرح عمر  |  marah_41@hotmail.com | 16/07/2007 20:53

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته بارك اللله فيك لستاذ جمال عاشور ما من احد يدرس الكيمياء ولا ويكون مهتم بهذا الجانب فهل تتكرم استاذى بارسال هذا الجزء من المحاضرة علما انى طالبة كيمياء بالجامعة الاسلامية بغزة هاشم ودمت بخير استاذى والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ahmed |  bukare.1970@yahoo.com | 18/11/2008 14:23

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته قديكون هذا استفسارا اكثر منه تعليقا ففي الايام الماضية تعرضت لبعض الاعراض واعتقدت انها نوع من التسمم المزمن وقدعانيت من بعض الاعرض التي اريد الاستفسار عليها وانا بحاجة الى اخصائي علما انني متخص في الكيمياء ولكم جزيل الشكر

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية