ففي محاضرة للدكتور محمد علي حيدر رئيس شعبة جراحة الاوعية الدموية في مشفى دمشق حول اذيات الاوعية الدموية اوضح فيها ان الانسجة والخلايا في الجسم والتي تتشكل منها الاعضاء والاحشاء تحتاج الى المواد الغذائية والاوكسجين لتستطيع الحفاظ على حياتها والقيام بوظائفها او ما يعرف بالتروية التي تتم عادة عن طريق الدم عبر الشريان الابهر الذي يخرج من القلب وتتفرع عنه شرايين عديدة تصل الى مختلف انحاء الجسم مشيرا الى ان الاعضاء الحساسة كالقلب والدماغ تستهلك المواد الغذائية والاوكسجين بصورة اكبر مقارنة مع بقية الاعضاء ولا تتحمل نقص التروية اكثر من دقائق معدودات.
واكد الدكتور حيدر ان اعراض نقص التروية بالنسبة للاطراف السفلية قد تكون مفاجئة حادة او تدريجية مزمنة وتتراوح ما بين الشكاية من الالم الشديد المفاجئ في الطرف المصاب مع اضطراب الحس والعرج المتقطع وحتى الشكاية في المراحل الاكثر تقدما من الالم عند الاستلقاء على الفراش وزواله عند الوقوف او الجلوس في وضعية الاستلقاء بينما في مراحل نقص التروية الاخيرة تتشكل البقع السوداء الصغيرة والتقرحات وتدعى بمرحلة الغارغرينا التي تكون سببا لبتر الطرف المصاب في حال عدم اجراء المداخلة الطبية في الوقت المناسب.
وبين الدكتور حيدر ان عوامل عديدة تسرع في حصول تضيق وتصلب الشرايين كالتدخين والداء السكري غير المراقب والضغط العالي المهمل وارتفاع شحوم الدم وزيادة الوزن وامراض القلب غير المعالجة مشيرا الى ان الاعراض الحادة الفجائية تستدعي عملا جراحيا اسعافيا في غضون الساعات الاولى بينما في مرحلة العرج المتقطع تتطلب المعالجة الدوائية او الجراحية حسب عمر المريض وطبيعة عمله وفي مرحلة الغارغرينا يتوجب اجراء العمل الجراحي اذا توفرت شروط نجاحه من ناحية المريض العامة وحالة الشرايين ووضعية التضيق او الانسداد.
وتتم المعالجة الجراحية للانسدادات المزمنة بواسطة زرع شريان طبيعي او اصطناعي كبديل للشريان المسدود او بالتوسيع بالبالون خلال عملية بسيطة وتحت التخدير الموضعي.
وتضمنت فعاليات الدورة محاضرة للدكتور ناصر دعبول رئيس الشعبة الصدرية في مشفى دمشق حول ذات الرئة اوضح فيها ان ذات الرئة او ما يعرف بالالتهاب الرئوي شائع الانتشار يصيب النسيج الرئوي وينجم عن وصول الجراثيم اليه عبر استنشاقها من الهواء او الانتقال عن طريق الدم او من بؤرة تنفسية علوية او جراء تفعيل الجراثيم غير الممرضة الموجودة في الطرق التنفسية العلوية مما يشل عمل الاهداب داخل القصبات الهوائية ويعيق عمل وسائل الدفاع الاخرى اضافة الى التدخين والغبار والغازات المخرشة والبرودة ونقص المناعة والتغذية التي تؤهب بمجملها الى الاصابة بذات الرئة.
واكد الدكتور ناصر ان ذات الرئة المكتسبة تشاهد بصورة اكبر في التجمعات السكنية المكتظة والتي تنجم عن الفيروسات والجراثيم بصورة اساسية بينما الاصابة بذات الرئة المكتسبة في المشفى فتنجم عن تلوث الهواء او استعمال الاجهزة غير المعقمة مشيرا الى ان الاعراض السريرية لذات الرئة تتمثل بالتظاهرات التنفسية كالسعال وضيق التنفس والقشع ونفث الدم والالم الصدري اضافة الى اعراض جهازية كالحرارة والتعرق والقشعريرة واضطرابات عصبية وهضمية.
واوضح الدكتور ناصر ان تشخيص وعلاج ذات الرئة يكون بمعرفة الاعراض والعلامات واجراء الفحوص السريرية والمخبرية والشعاعية للصدر لتبيان الحالة وشدتها بغية اعطاء المعالجة المناسبة والتي تشمل اعادة اعطاء الصادات الحيوية بالجرعة المناسبة والمدة اللازمة طبقا لشدة الحالة المرضية اضافة الى جملة من التدابير العلاجية الاخرى من راحة واعطاء السوائل وايقاف التدخين وعلاج الامراض المرافقة.