وقلنا إن ابن الجوزي عدد أسماء الحمقى من الرجال والحمقاوات من النساء وعلى رأسهم «هبنّقة» وهو يزيد بن ثروان، ويلقب بذي الورعات، ومن حمقه أنه جعل في عنقه قلادة من ورع وعظام وخزف، وقال: أخشى أن أضل نفسي، ففعلت ذلك لأعرفها به وقد حولت القلادة ذات ليلة من عنقه إلى عنق أخيه، فلما أصبح قال: يا أخي أنت أنا، فمن أنا؟.
وأضل بعيراً، فجعل ينادي: من وجده فهو له فقيل له: فلم تنشده؟ قال: فأين حلاوة الوجدان؟! وفي رواية: من وجده فله عشرة فقيل له: لم فعلت هذا؟ قال: الوجدان حلاوة في القلب.
واختصم بنو طفاوة وبنو راسب في رجل ادعى كل فريق أنه منهم-بنو طفاوة نسبة إلى أم جاهلية هي طفاوة بنت جرم ريان، وبنو راسب نسبة إلى راسب بن الخزرج وهو جد جاهلي-فقال هبنقة: حكمه أن يلقى في الماء فإن طفا فهو من طفاوة وإن رسب فهو من راسب.
وكان هبنقة إذا رعى غنماً جعل يختار المراعي للسمان وينحي المهازيل ويقول: لا أصلح ما أفسده الله.