تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


همٌّ في الليل...ذلٌّ في النهار ...الديون عادة لا تحمد عقباها

مجتمع
الخميس 12-3-2009م
هند دمر حمودي

هي داء ندر دواؤه...ولعنة تلاحق من يتعقبها..وعادة التخلص منها بات في حكم المستحيل ...إنها الديون...

ظاهرة تعددت أشكالها وتنوعت سلوكياتها واختلفت نتائجها...فالدين قد يبدأ بمبلغ زهيد كأجرة تكسي تضيع بين الزملاء أو الاحتفاظ بباقي مبلغ بحجة عدم وجود فكة ....ولينهي الأمر الى استدانة مبالغ طائلة تكاثرها قد يودي بالشخص إما إلى الإفلاس أو السجن أو حتى الانتحار....‏‏

تحت ستار الدين‏‏

ومؤخراً وتحت غطاء الدين بات الكثير من الناس وللأسف يستغلون الصداقة لأغراض شخصية دنيئة....حيث ذكر لي أحدهم وبكل فخرٍ أنه تمكن من التغرير بالعشرات من أصحابه عن طريق إقناعهم بوسائله الملتوية سحب قروض له باسمائهم مستغلاً في ذلك طيبة القلب والثقة التي منحت له تاركاً فيما بعد الآخرين يتخبطون في متاهات البحث عن حلول حول كيفية تسديد قيمة هذه القروض .‏‏

ولنتسائل هنا ماذا نفعل للتخلص من الديون خاصة عند ذوي الدخل المحدود الذين يشكلون الشريحة الأكبر في مجتمعنا والتي بات الواقع يثبت يوماً بعد يوم إنها نتاج سلوكيات استهلاكية سيئة وغير مدروسة...‏‏

لا مفر منها‏‏

سعيد اسبر /موظف/ يقول: الأوضاع الاقتصادية الصعبة واشتعال الأسعار السبب وراء ظاهرة الديون هذه.....وبصراحة رغم علمنا أنها لعنة نتائجها وخيمة إلا أنه لا مفر لنا منها فهي تبقى السبيل الوحيد لتعويض ما ينقصنا من أجل الحفاظ على مستوى معيشي مقبول فالدخل محدود والراتب لا يكفي إلا لتغطية مصاريف عشر أيام فقط من الشهر...وبرايي إذا لم تتبدل مستويات المعيشة لدينا نحو الأفضل لن يكون لظاهرة الديون من حلٍ ابداً‏‏

همٌ وقلق‏‏

اسأل مجرب ولا تسأل حكيم بهذه الحكمة بدأ أنور الحايك قوله : أريد أن اقدم نصيحة وبالمجان لكل شخص مستدين وهذا نابع من تجربة شخصية قاسية....لاتستدين -لاتستدين وإن حصل فتوقف عن انفاق الأموال التي لاتمتلكها لأنك إن واصلت فستقع في فخها الذي لا يرحم ابداً ولن تجد فيما بعد حلاً ينقذك من شرها...‏‏

إنها لعنة وهمٌ وذلٌ وعادة سيئة لا تحمد عقباها ....‏‏

مسألة طبيعية‏‏

مازن خلف /مهندس/ يقول في الواقع الديون مسألة طبيعية جداً سواء أكنت تستدين أم تقرض شرط أن يكون هناك حاجة ماسة لها وأن لا تتحول إلى عادة يصعب التخلص منها وبالنسبة لي فأنا لست من مناصريها إلا إذا كان هناك عذر قوي ومقنع مثلاً (انت بحاجة لإجراء عملية جراحية مستعجلة ولكنك لا تملك المال الكافي لإجرائها وهنا ليس امامك سوى أن تستدين)...ويضيف مازن وبالنسبة للحل فلن يكون إلا بامتلاكنا بوصلة للتحكم بما تملك من مال وهذا لن يتم إلا بوضع مخطط ننظم فيه المدخول والمصروف مع وضع ترتيبٍ للأولويات.‏‏

رأي القانون‏‏

ولمعرفة رأي القانون حدثنا المحامي لؤي الحافظ حيث قال : في البداية لابد لنا من تعريف الدين....فالدين هو التزام مالي مترتب بذمة المدين قد ينتج عن اقراض أو تعويض (بكافة أشكاله)وطرق اثباته متعددة فالدين العادي يجوز اثباته بجميع وسائل الاثبات (الشهادة) وذلك بالنسبة للديون التي لا تتجاوز مائة ليرة سورية اما إن تجاوزت المائة ليرة سورية فإثباتها يجب أن تكون بدليل كتابي...ويضيف الاستاذ لؤي ولحماية الدائنين من تصرفات المدين فقد قدم لهم القانون وسائل عدة لصيانة حقوقهم منها للدائن الحق بإقامة دعوى بوليسية تمكنه من إعادة بعض الأموال من ذمة مدينه وكذلك اعطاه الحق بإقامة دعوى صورية ضد المدين فمثلاً إذا باع المدين مالاً من امواله بيعاً صورياً كان لدائنه أن يتمسك بعدم وجود هذا البيع بالاضافة إلى أن القانون اعطاه الحق أيضاً أن يباشر بالاجراءات التحفظية التي تضمن حقه فله مثلاً أن يوقع حجزاً احتياطياً على أموال مدينه المنقولة وغير المنقولة.....وأخيراً للدائن الحق في أن يباشر بالدعوى غير المباشرة ضد المدين والتي يستطيع بها أن يمارس بعض حقوق مدينه عند اهماله استعمالها (فقد نصت المادة 236من القانون المدني أولاً أن لكل دائن ولو لم يكن حقه مستحق الأداء أن يستعمل باسم مدينه جميع حقوق هذا المدين إلا ما كان متصلاً بشخصه......وثانياً لا يكون استعمال الدائن لحقوق مدينه مقبولاً إلا إذا اثبت أن المدين لم يستعمل هذه الحقوق......)‏‏

تعليقات الزوار

طلعت علي |  ali.talat7@gmail.com | 12/03/2009 09:43

لا شك أن الديون عبء ثقيل على من يحملها، وفي هذه الازمات والغلاء الفاحش ونسبة البطالة العالية قد كثرت ديون من لا دين له وأصبحت الطبقة المتوسطة طبقة متدنية وحال الناس لا ترحم والناس إلى أين؟! ألا هل من يعينهم على ذلك وهل هناك من يفكر بهم وبعاقبتهم؟أم كل منا يفكر بليلاه وماذا يفعل من لا ليلى عنده؟ رحمهم الله..

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية