والخوف بين صفوف الشعب العراقي وزعزعة الأمن والاستقرار في العراق لعرقلة العملية السياسية الجارية وبالتالي إدخال العراق في دوامة من العنف تخدم أجندات أعداء العراق المتربصين شراً بوحدته واستقرار شعبه ويأتي في مقدمة هؤلاء قوى استعمارية جارة وغربية تجد في سياسة العراق الخارجية خطراً على مصالحها الاستعمارية ومخططاتهم التفتيتية في المنطقة .
الأعمال الإرهابية التي طالت معظم المدن العراقية والتي راح ضحيتها مئات العراقيين بين قتيل وجريح والتي كان آخرها سقوط أكثر من 50 عراقياً بتفجير إرهابي في مدينة المسيب تحمل بصمات تنظيم القاعدة الذي بات أداة بيد القوى الاستعمارية وعملائها في الدول العربية والاقليميةحيث يشكل هذا التنظيم أحد زعانف الاحتلال الأميركي والبريطاني في العراق ويستخدم في الزمان والمكان الذي يريدهما أعداء العراق من أجل تنفيد مخططات عدوانية تهدف إلى تحقيق ما عجز عن تحقيقه خلال احتلاله لهذا البلد المناضل وذلك لجهة تقسيمه إلى عدة دويلات ضعيفة لا حول لها ولا قوة تخضع في قرارها السيادي إلى الولايات المتحدة الأميركية وتنتهج سياسة تدور في فلك السياسة الأميركية ولذلك نلاحظ أن واشنطن تصم أذانها عما تقوم به هذه العصابات المجرمة من مجازر تطال الأبرياء(أطفال نساء وشيوخ) من كل شرائح المجتمع العراقي الأمر الذي يشيرإلى أن هذه التفجيرات الدامية تلقى تشجيعاً بهدف زرع بذور الفتنة والانقسام الطائفي والمذهبي والذي من شأنه إبقاء البلاد في حالة من الاضطراب والتوتر وعدم الاستقرار.
لقد عبر الشعب العراقي عن شجبه واستنكاره من هذه الأعمال والمجازر التي ترتكب بحق العراقيين وممتلكاتهم ومن قبل تنظيمات أوجدها الاحتلال الأميركي خلال فترة احتلال وقد تجلى هذا الشجب والاستنكار بدعوة الأطراف السياسية إلى نبذ خلافاتهم والتي يستغلها المسلحون لارتكاب جرائمهم ومطالبة الحكومة العراقية بالتصدي لهذا الإرهاب المنظم الذي يضر بأمن ومصالح العراقيين ويسرق منهم الانتصار الكبير الذي حققوه على الغزاة حيث قدم الشعب العراقي تضحيات كبيرة في مواجهة قوات التحالف الغازية على مدى أعوام الاحتلال وأجبرها على الانسحاب من العراق بعد أن كبدها خسائر كبيرة في المعدات والأرواح معلناً بذلك انتصاره التاريخي على أقوى جيوش العالم .
واللافت أن الأعمال الإرهابية التي تنفذها المجموعات التكفيرية والتي تلقى الدعم من القوى التي تحتضن الإرهاب وتشجعه بعكس ما تعلن عبر وسائل الاعلام لجهة ادعائها بأنها تحارب الإرهاب تشبه من حيث الأسلوب واستهداف الأبرياء والمؤسسات العامة والخاصة الجرائم التي يرتكبها تنظيم القاعدة في سورية والذي يلقى الدعم المادي والعسكري واللوجستي من قبل قطر والسعودية وتركيا ومن ورائهم الولايات المتحدة الأميركية وقوى الغرب الاستعماري الأمر الذي يشير إلى أن هذه القوى الامبريالية التي تدعم الارهاب في سوريةهي نفسها التي تمد الإرهابيين بالمال والسلاح وتشجعهم على ارتكاب المجازر والأعمال الإرهابية ضد الشعب العراقي ما يعني أن المخطط لإثارة الفوضى بهدف خدمة مشروع الشرق الأوسط الجديد التقسيمي الذي تحاول تنفيذه الولايات المتحدة الأميركية عبر عملائها من حكام قطر والسعودية وتركيا سوف يطال كل الدول التي تنتهج سياسة لا تنسجم مع سياسة الغرب ولا تحقق مصالح وأمن الكيان الصهيوني.
لقد صعدت الجماعات المسلحة من أعمالها الحاقدة على الشعب العراقي بالتزامن مع حملة تحريضية إعلامية من قبل وسائل الاعلام العربية والغربية التي باعت ضميرها المهني وسخرت نفسها لتنفيذ أجندات استعمارية عدوانية ضد الشعب العربي ومع تحرك شعبي تمثل بمظاهرات في بعض المدن تطالب بقضايا مطلبية الأمر الذي يثير المخاوف من أن تستغل هذه الجماعات المسلحة هذه الظروف وتغلغل في أوساط هذه المظاهرات لحرفها عن مسارها وبالتالي إدخال العراق في موجة من العنف كالتي شهدتها بعض الدول العربية وإغراق العراقيين في برك من الدم تنفيذاً لأجندات سياسية فئوية تخدم القوى الاستعمارية التي تعمل بشكل حثيث على تفتيت العراق وفي هذا السياق حذر رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي من تسييس التظاهرات في بعض المحافظات داعياً العراقيين إلى تفويت الفرصة على المتربصين بالعراق وأهله من المتطرفين وضرورة عدم توفير الفرصة لأعداء العملية السياسية من التنظيمات المسلحة والإرهابية لاختراق المظاهرات وركوب الموجة بما سيؤدي إلى اشاعةالفوضى وتهديد الوحدةالوطنية والسلم الأهلي وجر العراق إلى الاقتتال الطائفي.
الأعمال الإرهابية التي تنفذها مجموعات تكفيرية متطرفة في المدن العراقية وما تشهده بعض المحافظات من مظاهرات تطالب بتحقيق عدد من المطالب التي قال عنها المالكي أن بعضهامشروعة وبعضها تتناقض مع طبيعة النظام السياسي في البلاد ومحاولات قوى خارجية التدخل بشؤون العراق ولاسيما حكومة العدالة والتنمية التركية كل ذلك يدعو العراقيين إلى المزيد من التنبه لمخاطر هذه المرحلة والحكمة في معالجة القضايا عبر الحوار لتجنيب العراق خطر الانزلاق نحو الفوضى والانقسام وبالتالي عرقلة تطلعات العراقيين في بناء مستقبل زاهر ويحقق لهم العيش الكريم بعيداً عن هيمنة القوى الاستعمارية وكلنا أمل في أن يتجاوز العراقيون هذه الأوضاع والحفاظ على وحدة العراق أرضاً وشعباً عبر تصديهم لكل من يحاول استغلال المطالب الشعبية لجر البلاد نحو الفتنة والتشرذم .
mohrzali@gmail.com