تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


ريشة تساوي خمس دجاجات!!

طفولة
الأحد 6-1-2013
كانت هناك دجاجة ذات ريش أبيض ناصع وساقين قصيرتين، اعتادت تلك الدجاجة أن تضع بيضها وترقد عليه وفقاً للتعليمات وكانت الدجاجة الأكثر احتراما بين الدجاجات

وفيما كانت تطير داخل الخم انتزعت بمنقارها ريشة من ريشها قالت بصوت خفيض: «آها، كلما انتزعت ريشاً أكثر صرت أجمل!» ثم استسلمت للنوم.. وكان الظلام مخيماً ونامت الدجاجات واحدة قرب أخرى لكن الدجاجة التي جلست ملاصقة للدجاجة البيضاء لم تنم فقد سمعت ما قالته الدجاجة البيضاء ولم تستطع كتمان الأمر عن جارتها الأخرى فقالت لها: هل سمعت ما يقال؟ لن أذكر لك من أخبرني بذلك. ولكن هناك دجاجة في الخم تريد انتزاع ريشها كله من جسمها كي تبدو الأكثر جمالاً من باقي الدجاجات، لو كنت أنا الديك لطردتها من الخم..‏

فوق خم الدجاجات جلست بومة وزوجها يصغيان إلى ما تقوله الدجاجة صفقت البومة بجناحيها وقالت أسمعت يا زوجي ما تقوله تلك الدجاجة في الخم لقد سمعت بأذني هاتين ما قالته هناك دجاجة نسيت أنها إن نزعت ريشها كله عن جسمها فإن ذلك لن يعجب الديك وسوف يطردها، علي أن أخبر جارتنا إنها محترمة ويجب أن تعرف القصة ثم طارت إلى جارتها وأخبرتها بالقصة فسمعتها الحمامات في الأعشاش فقالت إحداها: هل سمعتن؟ هناك دجاجة انتزعت ريشها كله كي تبدو جميلة سوف تتجمد من البرد هذا إن لم تكن قد تجمدت فعلاً؟! سألت حمامة أخرى : أين حدث ذلك؟ فأجابتها حمامة ثالثة: في باحة جيراننا لقد رأيت ذلك بعيني هاتين صدقيني ليس هناك شك بالأمر. طارت الحمامات إلى خم دجاج قريب وأخذت حمامة منهن تسرد القصة للديك قائلة: هناك دجاجة بل دجاجتان انتزعتا ريشهما عن جسمهما من أجل أن تبدو أجمل الدجاجات في الخم هذا تصرف خطير لأنهما ستصابان بالبرد وستموتان من الحمى.‏

في الحقيقة لقد ماتت الدجاجتان .‏

كان ذلك أمراً مريعاً حتى إن عرف الدك قد سقط عن رأسه، لم يكن هناك شك بالأمر طار الديك إلى مجثمه وبقايا النوم في عينيه وصاح: استيقظن أيتها الدجاجات النائمات: هناك ثلاث دجاجات متن برداً لأنهن انتزعن ريشهن عن أجسامهن.. إنها قصة رهيبة جعلت ريش الدجاجات الأخريات ينتصب واقفاً فصرخت الخفافيش والدجاجات والديوك والحمامات (انشروا القصة) وانتشرت القصة في كل مكان حتى وصلت إلى الخم الذي تسكنه الدجاجة البيضاء قالت إحدى الدجاجات في الخم: أسمعتن؟ خمس دجاجات انتزعن الريش عن أجسامهن من أجل أن تعرفن أيهن الأجمل ثم ضربن بعضهن إلى أن متن جميعاً.‏

ياللعار الذي جلبنه إلى عائلاتهن ويا لخسارة صاحب الخم!..‏

لم تعرف الدجاجة البيضاء التي انتزعت ريشها أن هذه القصة تحريف لقصتها.‏

القصة ترجمة ليندا خليل عن الكاتب هانز كريستيان أندرسن‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية